"الشغور" خليفة عون... والحكومة في أمتارها الأخيرة!

يتحــــرك المسؤولــون اللبنانيون على أساس ان محطة ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل باتت خلفهم، بمعزل عن التحفظات الشكلية، أو بالأصح «اللغوية او الإنشائية» التي أثيرت في الداخل، وتاليا السياسية على الجانب الإسرائيلي المربك بسبب الانتخابات.

وأولى خطوات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد الاجتماع الثلاثي في بعبدا أمس الأول، والذي تمخض عن إجماع الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وميقاتي، على المسير بالمقترح الأميركي لترسيم الحدود الجنوبية، كان اللقاء المسائي الذي عقده مع رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام، وفي حضور مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان بعيدا عن الأضواء، حيث وضع ميقاتي الحاضرين بآخر التطورات المتصلة بترسيم الحدود البحرية وتشكيل الحكومة، والجديد على المستوى الملف الرئاسي، المعلق في أنشوطة التوافق السياسي بحسب شرط الرئيس بري.

وفي معلومات «الأنباء» فإن الاجتماع استغرق ساعة ونصف الساعة، وخرج الجميع بانطباع بأن مسألة الترسيم منتهية، وما بقي سوى بعض التصحيحات اللغوية، حيث ليس في وارد لبنان توقيع «اتفاق»، حتى لو كان غير مباشر مع إسرائيل، إنما تفاهم من خلال الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، على اعتبار ان «الاتفاق» قد يفسر تطبيعا، وهذا ليس في وارد لبنان.

أما بالنسبة للحملة التي يشنها اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو على التفاهم، فهو بحسب التطمينات الأميركية قد يكون مجرد غبار قابل للمعالجة.

 

وتقول المصادر المتابعة ان ميقاتي شاء من هذا اللقاء، توفير تغطية دار الفتوى ورؤساء الحكومة السابقين لخطواته الترسمية والحكومية في آن معا، ويبدو في ظل المعطيات انه حصل على ما أراد، وضمن إطار المفاهيم والاعتبارات المعروفة.

ونقل موقع «أساس» عن أوساط مقربة من ميقاتي، ان عملية تشكيل الحكومة باتت في أمتارها الأخيرة، وانه في حال لم تحصل مفاجآت، ستتشكل خلال أيام، وكما توقعت «الأنباء» يوم السبت المقبل، وكأقصى حد الاثنين في العاشر من الشهر الجاري.

وبحسب المصادر المتابعة، فإن الرئيس ميقاتي ومثله الرئيس بري يعولان على حزب الله في إزاحة العقبات التي يطرحها باسيل بوجه حكومة «آخر العهد» على ان تكون الثقة التي ستعطى لها من مجلس النواب وازنة ومدعومة من نواب التيار الباسيلي بدون شروط، تمهيدا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والإعداد لموازنة 2023، والتحضير لتقليص فترة الشغور الرئاسي الذي بات مؤكدا انه سيكون خليفة الرئيس عون في بعبدا لصعوبة التوافق على بديل حاليا.