الصامت الأكبر "الحزب"… وعين التينة ممر إلزامي للحكومة!

كتب الزميل شادي هيلانة في "أخبار اليوم":

كان رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل الآمر الناهي في العهد العوني، واستفاد من غضّ “حزب الله” الطرف عن إمعانه في إفشال الحلول الحكومية، ولكن يبدو أنّ هامش المناورة بدأ يضيق أمامه، فقدّم "طبق" الحكومة الى الأخير وكان يفضل أن يأكلهُ بصمت، وعلى الرغم من ان باسيل انبرى لإعدادهُ، الا انه حتّى اللحظة لا جواب (من قبل الحزب).

في السياق، كان حراك حزب الله الحكومي وهميا وغير جدي، لأن الحزب لو أراد تشكيل الحكومة لكان باستطاعته التحرك قبل أشهر، أي منذ اللحظة الأولى لتعثر التفاوض بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وانسداد الأفق بينهما، كونه يمتلك القوة للضغط على الجانبين، إلا أنّ الحزب لن يبقي الأمور عالقة، وهذه التحركات الوهمية ستصبح جدّية، لا سيما انّ الانتخابات الرئاسية الايرانية بانت نتائجها على الأرض.

في المحصلة، ما خرج عن لسان الرئيس الايراني الجديد "ابراهيم رئيسي" بقوله : "لا جلوس مع الادارة في واشنطن على طاولة المفاوضات قبل رفع العقوبات"، يعني انّ التعثر الخارجي فيما يتعلق بالشأن الايراني الاميركي يتجه الى مزيدٍ من التعقيدات الى ماشاء الله دون اي مؤشر الى حلّ قريب ومستمر.

فهل يستلم الحزب وعلى رأسه امينه العام السيد حسن نصرالله ملف التفاوض، ويحلّ المعضلة ام يبقيها في عهدة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي؟

اولاً : إنّ قاعدة التفهّم والتفاهم بين حزب الله وحركة أمل لا تنتهي، لا سيما في مفهوم الشراكة الكاملة والتعامل مع الخيار الحكومي، على سبيل المثال لن تكون حكومة يشارك فيها حزب الله وتغيب عنها حركة أمل، والعكس صحيح.

ثانياً: إنّ الرئيس بري كان وسيبقى المفاوض العملي والواقعي عن حصة الفريقين كممثلين لطائفة واحدة اسوة ما درجت عليه العلاقة بين الطرفين في الحكومات السابقة، وايضاً لسان حال الحزب الى تذليل العقد، في الحكومة العتيدة.

ثالثاً : وبحسب مصادر مقربة من حزب الله، انّ الاخير لن يعفي نفسه من الدور الذي سيلعبه بين الرئيس بري وثنائي عون - باسيل، لحل الخلاف المستجد، ولدرء وتيرة البيانات المتفجرة ووقف مفاعيلها، الى جانب تقريب المواقف وتسهيل التعاون مع الرئيس المكلف.

بناء على ذلك ، فإنّ الحراك لتشكيل الحكومة لنّ يتوقف لكنه لن يبقى إلى الأبد، لأنّ لبنان لا يتحمّل استمرار المراوحة بلا جدوى، وباتت هناك حاجة ملحة لإخراجها من التأزّم، خصوصاً أن رئيس المجلس، وإن كان يعطي فرصة قبل رفع اصابعه العشرة، فهو لن ينتظر طويلاً وقد يضطر لتحديد موقفه في حال أيقن بأنّ الافق المسدود لن تفتحه حركة المساعي واللقاءات دون بَرَكة فعلية.