الصدر يعتزل... والشارع العراقي يتحرّك

أعلن زعيم التيار الصدري، في العراق، مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، اعتزاله النهائي للسياسة، وإغلاق المراكز التابعة له.

وقال الصدر في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "ما أردت إلا أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية، باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم، وأن يشعروا بمعاناته..".


مضيفا: "كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية.. والآن أعلن الاعتزال النهائي، وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف، وهيئة تراث آل الصدر".

وملوحا بإمكانية تعرضه للاغتيال، قال الصدر: "الكل في حل مني، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء..".

ويستبق إعلان الصدر اعتزاله السياسة، قرارا مهما من القضاء العراقي، ينتظر غدا الثلاثاء، بشأن إمكانية حل البرلمان.

وكان الصدر وجه أتباعه وأنصاره المرابطين في احتجاجات المنطقة الرئاسية بتنظيم دعاوى رسمية تتضمن المطالبة بحل البرلمان، وتقديمها إلى القضاء حتى يتسنى للأخير التحرك "دستوريا" إزاء هذا الأمر.

وسيكون اعتزال الصدر للسياسة في هذا التوقيت الحساس بالعراق، مرحلة مفصلية في الأزمة الحالية.
خطوات ما بعد الاعتزال
وأصدر مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر 3 توجيهات، بعد إعلانه المفاجئ اعتزال العمل السياسي في العراق بصورة نهائية.

وقال المكتب في بيان إنه "يمنع منعا باتا التدخل باسم التيار الصدري في جميع الأمور السياسية والحكومية".


وأضاف أنه يمنع منعا باتا رفع الشعارات والأعلام والهتافات السياسية وغيرها باسم التيار، كما حظر المكتب استعمال اسم التيار في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.
 وفور  الاعلان توجّه أنصار الصدر  إلى المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة بغداد.
 غضب شعبي
وحاول أنصار التيار الصدري الغاضبون التوجه نحو مقر البرلمان، والقصر الجمهوري، إلا أن القوات الأمنية أغلقت جميع بوابات المنطقة الخضراء، منعا من دخول مزيد من المحتجين، لاسيما بعد أن حاول بعضهم إسقاط الكتل الخرسانية قرب القصر الجمهوري.

بالتزامن وصلت قوات من مكافحة الشغب إلى عين المكان، فيما أكد عدد من المحتجين المجتمعين داخل المنطق الخضراء أن خطوات تصعيدية ستنفذ في الساعات القادمة.

النفير العام
أما في مدينة الصدر فأعلنت المساجد النفير العام، تضامناً مع الزعيم الصدري، وسط توقعات بأن تشهد مناطق أخرى أيضاً خلال الساعات المقبلة خروج عدد من التظاهرات أيضا.

 وتوقع  مراقبون بنزول كثيف لأنصار الصدر في المحافظات الجنوبية من البلاد، كواسط والبصرة وميسان وغيرها، حيث يحظى بتأييد واسع.
من هو  مقتدى الصدر
ينحدر الصدر من سلالة رجال دين شيعة، وورث شعبيته الكبيرة من والده محمد صادق الصدر، أبرز رجال الدين المعارضين للرئيس الأسبق صدام حسين، الذي قتله مع اثنين من أبنائه في العام 1999.

منح هذا النسب المرموق دفعا شعبيا لمقتدى الصدر، فكان أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً أساسياً في إعادة بناء النظام السياسي بعد سقوط صدام حسين في العام 2003، وقاد إحدى أكثر الحركات الشيعية نفوذاً وشعبية في البلاد.

 بدأت مسيرته بمعارك ضارية مع القوات الأميركية التي اجتاحت العراق في 2003، وصولا إلى نزاع حاد مع رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي حكم البلاد بين العامين 2006 و2014.

حلّ بعد ذلك مليشيات "جيش المهدي" المؤلفة من 60 ألف مقاتل، لكنه أعاد تفعيلها بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع العام 2020 في ضربة عسكرية أميركية في بغداد.

وفي حين تبنى في أعقاب احتجاجات العام 2019 خطاً قريباً من الحشد الشعبي الموالي لإيران، بات بعد ذلك يدافع عن خط أكثر "وطنية".

ويقر الجميع، حتى معارضو الصدر، بأنه لا يزال يحتفظ بقاعدة شعبية قوية تستجيب له.