الصدر يهدد بخطوة "لا تخطر على بال"...هل نزعت صمامات امان العراق؟

على وقع تصاعد الأزمة السياسية في العراق والتي بلغت حد ّ تعطيل عمل مجلس القضاء الأعلى ، بفعل اعتصام أنصار التيار الصدري أمام مقره في بغداد وعودته عن ذلك القرار اثر فك الاعتصام، عقدت الرئاسات العراقية الأربع، مساء أمس، اجتماعا استضافه رئيس الجمهورية برهم صالح، وضم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، درس التطورات الأخيرة في البلد والتداعيات المترتبة عليها.

 

ودعا المجتمعون إلى منع التصعيد واتخاذ كل الخطوات لاستئناف الحوار الوطني كطريق وحيد لحل الأزمة، بينما حذر القيادي في التيار الصدري صالح محمد العراقي من تصعيد ثوري وخطوة مفاجئة "لا تخطر على بال" إذا ما قرّر الشعب الاستمرار بالثورة وتقويض الفاسدين، مشيراً إلى أن إعلان تعليق عمل القضاء لم يكن دستورياً، معتبرا هذه الخطوة بمثابة محاولة من القضاء لإبعاد الشبهات عنه بطريقة غير قانونية "خصوصاً أن المظاهرة كانت سلمية".

 

ويحذر مراقبون من أن العراق الذي يمضي نحو المجهول في ظل الانسداد السياسي الحاد وتعطل البرلمان، ليس قادرا على تحمل المزيد كتعطل السلطة القضائية، بما يحمله ذلك من مخاطر حدوث انهيار دستوري واضمحلال لمؤسسات الدولة وقوانينها. فهل يصمد العراق؟

 

مصادر مطلعة عن كثب على الوضع العراقي تؤكد لـ"المركزية" ان خطوة الصدر باتجاه المحكمة الاتحادية وفتح معركته مع القضاء أخفقت وخسر جزءا من المبادرة. قبل هذه الخطوة، كان مقتدى الصدر يسيطر وكان رئيس المحكمة، وهو خصمه الحقيقي، مرتبكا يحاول ان يصل الى تسوية مع الصدر، ولكن انفعال الاخير أدى الى التأزم. 

 

وتشير الى ان المشكلة الآن ان الصدر فتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من الاحتمالات، وبدأت التساؤلات حول ماهية الخطوة "الكبيرة" التي أعلن أنه سيقوم بها، وهل ستكون معروفة، وما هي خطوة الرد على رده. تضاف إليها مشكلة أخرى، ألا وهي ان الطرف الآخر يعتبر ان الصدر خسر ويمكن استهدافه. ويريد تاليا الهجوم كي يسترد مواقعه، وهذا ايضا يشكل خطرا في الايام القادمة. 

 

إذاً العراق أمام خيارين، الصدر يتجه الى خطوة مجهولة ليرد الاعتبار لنفسه، والفريق المناهض يتطلع الى هجوم من أجل تثبيت تراجع الصدر، وبين هذه وتلك اصبح العراق في الهاوية واي خطأ في الحسابات من قبل الطرفين هذه المرة يؤدي الى انفجار لأن صمامات الامان عملياً اصبحت في أدنى مستوياتها. فكل آليات الدولة معطلة، الرئاسات الاربع معطلة وغير قادرة على الحل وحوار الكاظمي شبه منتهٍ لأن لا جدوى منه بعد، والجميع الآن في موقع الهجوم او رد الهجوم من أجل تثبيت مواقع. وهذا الأمر اذا لم يؤد الى انفجار فهو سيعمق الأزمة، ما يعني ان الانسداد مستمر، تختم المصادر.