العين على الهيكل التمويلي للحزب... هل يربط خيط خفي بين اغتيال بكري ومقتل محمد سرور؟

في تطور أمني لافت، أودت غارة جوية إسرائيلية، وُصفت بأنها دقيقة التوجيه ومرتكزة إلى معلومات استخبارية، بحياة هيثم بكري، المسؤول عن شبكة "الصادق" للصرافة، والتي تتهمها إسرائيل بلعب دور محوري في تمويل "حزب الله"، بتمويل مباشر من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.

مصادر أمنية متابعة، تحدّثت لـ kataeb.org  معتبرة أن هذا الاستهداف لا يُمكن حصره في البُعد العسكري فحسب، بل يحمل رسالة مزدوجة: إسرائيل لن تتوانى عن استهداف الإمدادات اللوجستية والمالية للحزب، حتى في ظل هدنة غير معلنة. فبعد الصواريخ، جاء دور الحوالات.

غير أن ما يلفت الانتباه، بحسب المصادر نفسها، هو الربط بين تصفية بكري واغتيال الصيرفي محمد علي حسين سرور في نيسان من العام الماضي، في فيلا ببلدة بيت مري المتنية. سرور، المعروف بصلاته القوية بشبكات التمويل الخارجي للحزب، قُتل برصاصة واحدة في الرأس في عملية اتسمت بالدقة والاحترافية، ما يرجّح طابعها الاستخباراتي.

الربط بين الحادثتين يفتح الباب أمام احتمال أن تكون إسرائيل قد بدأت مرحلة جديدة من المواجهة مع الحزب، تستهدف خلالها الهيكل المالي الذي يشكل شريان الدعم الحيوي له. وفي هذا السياق، ترى المصادر أن الصرافين المتهمين بلعب دور الوسيط المالي بين طهران وبيروت باتوا أهدافًا مباشرة ضمن هذه الاستراتيجية.

وفي خطوة تعكس هذا التوجّه، نشر الجيش الإسرائيلي مؤخرًا خريطة تضم عددًا من شركات الصرافة اللبنانية، زاعمًا أنها تشارك في تمويل الحزب، ومن بينها:

صيرفة الصادق (هيثم بكري)
صيرفة مليحة – بإدارة حسين شاهين
صيرفة حسن عرايشي
صيرفة الإنصاف – بإدارة علي شمس
صيرفة رامز مكتف
صيرفة يارا – بإدارة محمد بدر بربير

وبهذا، يبدو أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا من نوع جديد، حيث تتحول المواجهة من جبهات القتال إلى ساحات المال، ومن الميدان العسكري إلى شبكات التحويلات والصراف.