المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
الاثنين 2 حزيران 2025 15:45:28
في ظل الخطر الوجودي الذي يشكّله ملف النازحين السوريين غير الشرعيين في لبنان، تتفاقم المخاوف الوطنية ويزداد الإجماع على أن البلاد لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين، لا سيما في ظل الأزمات المتراكمة التي تعصف بالبلاد. ويأتي هذا الواقع متزامناً مع سقوط نظام بشار الأسد، الذي أزال آخر الحجج والذرائع التي كانت تُستخدم لتبرير وجود النازحين، إذ لم تعد هناك مناطق غير آمنة داخل سوريا. وبناءً على ذلك، تحوّل موضوع النزوح إلى إحدى الأولويات الوطنية، واحتل مكانة بارزة في أجندة حزب الكتائب اللبنانية.
يولي رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميّل، مع كتلته النيابية، اهتماماً بالغ الأهمية لهذا الملف، الذي يُعدّ من أبرز التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه لبنان، ويهدد هويته الوطنية واستقراره. ويؤكد الجميّل على ضرورة عودة جميع النازحين السوريين إلى بلادهم، خاصة بعد انتفاء الأسباب التي أدّت إلى نزوحهم. ويشدّد على أن بقاء أي نازح على الأراضي اللبنانية بات غير مبرر، داعياً إلى تسريع عمليات العودة حفاظاً على السيادة اللبنانية.
وخلال مشاركته في ندوة حوارية ضمن فعاليات مؤتمر CPAC في العاصمة الهنغارية بودابست، بيّن الجميّل حجم الأزمة قائلاً: "لبنان، الذي تبلغ مساحته 10,452 كيلومترًا مربعًا ويبلغ عدد سكانه حوالي خمسة ملايين نسمة، بات من أكثر الدول اكتظاظًا سكانياً في العالم، بعدما استضاف أكثر من مليون وسبعمئة ألف لاجئ سوري، ما يمثل زيادة تقارب 50% من عدد السكان الأصليين". وأضاف: "لتصوّر حجم الأزمة، يكفي تخيّل ما قد يحدث لو استقبلت فرنسا 32 مليون نازح إضافي إلى سكانها".
وأشار الجميّل إلى أن هذا الواقع المفروض على لبنان مستمر منذ 12 عاماً، مؤكداً أن سقوط نظام بشار الأسد أزال الذريعة التي كانت تُستخدم لتبرير بقاء اللاجئين في لبنان. وتساءل: "ما هو العذر اليوم؟ النظام انتهى، فلماذا لا يزال اللاجئون في لبنان؟" ودعا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه الأزمة السورية، مشدداً على أن "أولوية المرحلة يجب أن تكون في تأمين عودة النازحين إلى بلادهم"، مؤكداً أن هذه القضية لا تقتصر على لبنان فقط، بل تمتد إلى الأردن وتركيا ودول أوروبية أخرى.
وأكدت عضو المكتب السياسي في "حزب الكتائب" المحامية جويل بو عبود تعليقاً على محاضرة الرئيس في بودابست حول موضوع النزوح السوري، ليست خطوة منفردة أو منعزلة. بمعنى أن الحزب، من خلال تعاونه مع حزب الشعب الأوروبي (EPP)، أكبر حزب في البرلمان الأوروبي، هو على تواصل دائم مع كافة الدول الأوروبية بشأن ملف النزوح. كما أن الحزب، عبر جهاز العلاقات الدولية التابع له، يحضر الاجتماعات في أوروبا باستمرار، مشيرةً الى أن موضوع النزوح السوري حاضر على الدوام على الطاولة، وهو من المواضيع الحساسة والساخنة التي يُوليها حزب الكتائب اهتماماً خاصاً وتشديداً مستمراً.
أما ما تغير الآن وفق بو عبود، فهو سقوط نظام الأسد وبدء رفع العقوبات. ولهذا السبب نعتبر أن هذه الفرصة في توقيتها الحاليّة مهمة للغاية.
وعلى هذا الأساس، يواصل حزب الكتائب اللبنانية العمل على كافة المستويات من أجل إعادة النازحين إلى بلادهم، نظراً للأعباء الكبيرة التي فرضها وجودهم على الاقتصاد والأمن والديموغرافيا في لبنان، والتي باتت تهدد الهوية الوطنية والوجود اللبناني. وقد قدم النائب سامي الجميل، بالتعاون مع الجهاز التشريعي في الحزب، عدة مبادرات وحلول عملية لعودة النازحين، مما يعكس الدور الريادي الذي يتطلع إليه الحزب في هذا الملف السيادي الحيوي، وفي جميع القضايا التي تمس كيان لبنان وكرامته الوطنية.