"الكوليرا" يستشرس في لبنان... ماذا عن جهوزيّة المستشفيات؟

كتبت شانتال عاصي في الديار: 

يخوض لبنان المحاصر بالأزمات إمتحانا صحيا جديدا، من خلال الانتشار المتسارع لمرض الكوليرا في ظلّ تدهور البنى التحتية واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.

يتزايد انتشار الكوليرا في لبنان بحسب ارقام وزارة الصحة العامة، فيما تواصلت الفحوصات لمصادر المياه العامة، ورصد أكثر من مئتي حالة إصابة معظمها في مخيمات اللاجئين السوريين، الذين يعانون بالفعل من نتائج الإنهيار الاقتصادي وما تسبب به من انقطاع الوصول إلى المياه النظيفة وإرهاق المستشفيات. فالوضع بات يسوء يوماً بعد يوم، والترقّب سيد الموقف!

جهوزية المستشفيات

ما إن بدأت المستشفيات تلتقط أنفاسها مع انحسار وباء كورونا، حتّى حلّ الكوليرا ضيفاً ثقيلاً ليثقل كاهلها ويعيد حالة التأهّب إليها. وفي هذا الصدد، كشف النائب وأخصائي الأمراض المعدية عبد الرحمن البزري لـ"الديار"، أنّ المستشفيات جاهزة لاستقبال المرضى بما أن العلاج ليس صعباً أو معقّداً، فهو يقتصر على تعويض السوائل والأملاح التي فقدها الجسم، وأحياناً يتم إعطاء مضادات حيوية. ولكن أهمّ ما يجب التركيز عليه في المستشفيات، هو منع انتقال العدوى من خلال تدريب الطواقم الطبية جيداً لمعرفة التعامل مع مفرزات المريض وعدم نقلها إلى خارج محيط المستشفى أو إلى مريض آخر.

واعتبر أن نسبة انتشار الوباء محدودة رغم ظهور حالات عدة في المناطق، إلّا أنّ هذه الحالات مرتبطة بالمناطق التي بدأ فيها انتشار المرض ولم يخرج منها.

التعقيم ضرورة ملحّة

وشدد البزري على ضرورة تعقيم المياه لكي لا تشكّل مصدراً لنقل العدوى، وطبعاً تعقيم الخضار والفاكهة لئلّا تكون مصدراً للعدوى بعد ريّها بالمياه الملوثة. واعتبر أن أفضل طريقة لتعقيم الخضروات والفواكه تكون من خلال تعقيمها بالكلور أو الصابون، غير محبّذاً التعقيم بالخل والملح.

واكد ان انتقال الكوليرا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقصور سبل إتاحة المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي، وتشمل المناطق المعرضة للخطر الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، ومخيمات النازحين واللاجئين، ويؤدي المرض إلى إسهال حاد يمكن أن يقتل في غضون ساعات إذا لم يتم علاجه، الناجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة، ويعد توفير المياه ومرافق الصرف الصحي المأمونة أمراً حاسماً للوقاية من الكوليرا مثل غيره من الأمراض المنقولة عبر المياه.

عكار في عين العاصفة!

تعدّ بلدة ببنين في محافظة عكار البؤرة الرئيسية للمرض، وانتشر المرض خلال اليومين الماضيين بسرعة كبيرة، مع وصول عدد الإصابات إلى المئات والوفيات إلى 6، صباح الأحد.

وكان وزير الصحة فراس الأبيض قد أكد أن معظم الإصابات بالوباء متفشّية في أوساط النازحين السوريين، حيث تفيد تقديرات محلية بوجود نحو مليون و800 ألف لاجئ سوري، منهم 880 ألفًا فقط مسجّلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

هذا وحذّرت مصلحة الأبحاث العملية الزراعية "لاري"، في بيان، من أن مجاري المياه والقنوات والأنهار مليئة بالأوساخ، وملوثة بمياه المجارير، وبما أن تمديدات مياه المجارير والأمطار مغلقة بالأوساخ، فإن ذلك يؤدي إلى فوران المجارير وحدوث سيول منها تدخل إلى السيارات والمنازل، موضحةً أن هطول الأمطار المتوقع قد يؤدي إلى تشكل بحيرات من المياه الآسنة التي تساهم في انتشار التلوث، وبالتالي تفشي أمراض مثل اليرقان والكوليرا.