المصدر: نداء الوطن
الكاتب: مروان الشدياق
الأربعاء 17 أيلول 2025 07:49:26
مع اقتراب الموسم الزراعي من نهايته، تتكشف صورة قاتمة عن عام وُصف من قبل المزارعين بـ "سنة النحس والنكد 2025"، إذ طبعته الخسائر المتراكمة، وغياب الدعم، والجفاف القاسي الذي أنهك الأراضي والمزارعين على حدّ سواء.
رئيس الاتحاد الوطني للفلّاحين في لبنان ابراهيم الترشيشي أوجز لـ "نداء الوطن" ملامح موسم استثنائي في سلبياته، قائلًا: "نحن على بعد شهرين تقريبًا من نهاية الموسم، ولم نشهد يومًا هذا الحجم من الخسائر. بدأ العام بخروجنا من حرب 66 يومًا، ثم واجهنا شحّ الأمطار وغياب الهطولات، ما جعل الموسم جافًا في معظم المناطق".
الترشيشي أكّد أن "الخسائر لا تعدّ ولا تحصى"، مشيرًا إلى أن "الدولة عاجزة عن التعويض أو حتى إعداد برنامج لدعم المزارعين"، مستشهدًا بتراجع إنتاج القمح من 60 ألف طن في الأعوام السابقة إلى أقلّ من 30 ألف طن هذا العام. وأضاف: "لا أحد يتحدّث عن أرباح في 2025، فالمزارعون تكبّدوا ديونًا وخسائر فادحة، وصوتهم ارتفع منذ أيار، خصوصًا في عكار حيث مزارعو البطاطا أطلقوا صرختهم باكرًا، ولا يزالون ينتظرون فرجًا لا يأتي".
وعن الأسواق المحلية، أشار الترشيشي بمرارة: "حتى السوق المحلية لم تعد لنا". وأوضح "أن البضائع المهرّبة تغرق الأسواق وتنافس الإنتاج اللبناني، فيما تصدير المحاصيل يعاني من إقفال الطرق البرية وصعوبة الوصول إلى أسواق الخليج، خصوصًا المملكة العربية السعودية. اليوم التصدير يتمّ بحرًا عبر الحاويات المبرّدة، لكنه يواجه بدوره مشاكل جمّة بسبب التوترات في البحر الأحمر والحروب الإقليمية".
بالأرقام، أوضح الترشيشي أن "هناك 90 ألف طن من البطاطا داخل البرّادات بانتظار التصريف، و 70 ألف طن من التفاح يجب تصريف 50 ألفًا منها، إضافة إلى نحو 60 ألف طن من العنب الذي يُعتبر من أجود الأنواع في العالم ويحظى بطلب خارجيّ لافت، لكنّه أيضًا يحتاج إلى تسويق عاجل".
وعن الاستعداد لموسم الشتاء المقبل، لفت إلى أنه يبدأ عادةً في 15 تشرين الأوّل، قائلًا: "سنتابع أسبوعًا بأسبوع ونأمل أن تكون التقديرات عن موسم مطري وثلجي وفير صحيحة، لأنّ لبنان يعيش واحدًا من أقسى مواسم الجفاف في تاريخه، ونحن بأمسّ الحاجة إلى أمطار غزيرة".
وفي الختام، دعا الترشيشي الدولة والمعنيين إلى الاستثمار في المياه: "علينا الاستفادة من كلّ نقطة مياه، من خلال إعادة تكرير الصرف الصحي لريّ الأراضي، وإنشاء محطات تكرير على الساحل، وزيادة عدد السدود والبرك. كما يجب ترشيد الزراعة والإرشاد حول كميات الريّ، مع إعطاء أولوية للأشجار المثمرة التي نخسرها يومًا بعد يوم. اذ، لن ينقذ المزارع اللبناني سوى إدارة رشيدة للمياه، ودعم فعلي يواكب صموده، لأنّ سنة 2025 لم تكن سوى عنواناً للخسائر والمعاناة".