المصائب تنهمر على رؤوس اللبنانيين والمسؤولون يتلذّذون بالقتل الجماعي

البلد فارط عن بكرة أبيه، لم يعد فيه مكان أو قطاع سليم، كلّ شيء صار في الحضيض وأكله العفن. والمسؤول الذي يفترض أنّه مسؤول صار مجرّداً بالكامل من أيّ مسؤولية، تحكمه نفسية سادية يتلذّذ بالقتل الجماعي الذي يتعرّض له اللبنانيون.
بالأمس، وبشكل مفاجئ، انطفأت الكهرباء بالكامل، ولم ينعم هذا البلد الكئيب ولو بساعة تغذية واحدة، وليس من يوضح إن كان ذلك مجرّد عطل إضافي في هذا القطاع المعطّل، او انّه عمل مقصود بفعل فاعل. وبالأمس أيضاً ارتفعت الصرخة من قرب الشحّ في المواد والسلع الغذائيّة والاستهلاكية، في وقت يتمادى فيه لصوص السوق السوداء، سواء ما يتعلق بالدولار او المحروقات، في جريمة ابتزاز اللبنانيين وتخييرهم بين البهدلة والذلّ في الطوابير، فيما تمعن المحطات في رفع خراطيمها طمعاً برفع الدعم وتحقيق أرباح خيالية، وبين شفط آخر ما تبقّى لديهم، أكان برفع سعر صفيحة البنزين او المازوت لما يزيد عن 5 أضعاف سعرها الرسمي، أو ببدعة تسعيرها بالدولار.
كل ذلك، وغيره من مصائب تنهمر على رؤوس اللبنانيين، يحصل في ظل عقلية البهدلة التي يُدار فيها البلد، والإصرار على تعطيل أي حلّ يضعه على سكة الخروج من هذا الجحيم. ومعلوم انّ مفتاح هذا الحلّ هو تشكيل حكومة جديدة.
وإذا كان الأمل مفقوداً بحكومة تصريف الاعمال في ابتداع اي حلّ، او حتى تقديم أيّ مسكّن لوجع البلد، فقد سبق وجرّبت وثبت انّها لم تكن موجودة اصلاً، حتى حينما كانت تتمتع بكل مواصفاتها وصلاحياتها، فكيف هي وحالها اليوم، لا تملك حتى ورقة توت تغطيها وتستر عليها، فإنّ المفتاح هو بيد الشريكين في تأليف الحكومة، رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي. إنما بدرجة اولى هو لدى الرئيس عون، حيث يجمع كلّ الأطراف، من حلفاء وخصوم له، على أنّ عقدة الحل الحكومي موجودة لديه ومتمثلة بإصراره على الثلث المعطّل، او بالأحرى الثلث المقرّر في الحكومة الجديدة.