المطارنة الموارنة: حذار من التدخُّلات المعيبة في شؤون القضاء العامل على كشف حقيقة تفجير المرفأ

عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة، اليوم الأربعاء، إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة  البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.

وأشاروا في بيان، “يبدي الآباء ارتياحاً إلى تشكيل الحكومة، ويرَون أن المسؤولية الإجرائية تتطلّب معالجات إستثنائية إبتكارية سريعة تُعوِّض عما فات البلاد من فرص، وتستوجب شفافية تامة على صعيد العمل الداخلي والإتصالات مع المرجعيات الدولية، بحيث يتلازم الإصلاح مع ما يُسهِّل الطريق إلى تأمين الإنعاش المالي والإقتصادي”.

كما أكدوا أن “الآباء تابعوا زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى باريس ولقاءه الرئيس إيمانويل ماكرون. واطلعوا على ما رافقها وتلاها من مواقف فرنسية تُعبِّر عن رغبةٍ صادقة في البقاء إلى جانب لبنان حتى انتهاء محنته. وهم يدعون المسؤولين اللبنانيين إلى الإفادة القصوى من ذلك، بحسن احترام التعهُّدات التي سبق للبنان أن قطعها للمجتمع الدولي”.

ولفت البيان إلى أنهم “ينظرون بقلقٍ كبير إلى تعاظم الأزمة الإقتصادية والمعيشيّة والإجتماعيّة التي تُحاصِر اللبنانيين من كلّ صوب، بدءًا بحاجتهم إلى وقود، مروراً بالارتفاع من دون رقابةٍ لأسعار السلع الغذائية والأدوية والمُتطلِّبات الصحية الأخرى، وانتهاءً بالاستحقاقات المدرسية والجامعية. فينبغي التصدي لكلّ ذلك بتعاونٍ كامل بين القطاعَين العام والخاص، تحاشيًا لأيّ اختلالات، وتصويبًا للخدمة العامة بما يُريح المواطنين ويخفّف عنهم الضائقة القاهرة”.

وحذِّر الأباء بشدةٍ “من التدخُّلات المعيبة في شؤون القضاء العامل على كشف الحقيقة في جريمة تفجير مرفأ بيروت وسواها من جرائم. ويُؤكِّدون وقوفهم إلى جانب القضاة الشرفاء وذوي الضحايا والمُتضرِّرين حتى جلاء الحقيقة وصدور الأحكام العادلة. فلا نفع من دولةٍ لا تُظلِّلها العدالة، ولا جدوى من مستقبلٍ لها يخنقه الإجرام المتفلّت والمحمي من النافذين داخليًّا وخارجيًّا”.

واعتبروا أنه “يؤلمهم واقع هجرة القوى الحيّة والفاعلة وأصحاب الحرف والمهن والأجيال الشابة بوتيرةٍ مُتصاعِدة. ما يستدعي وجوب توفير عناصر الإستقرار المطمئن، بالتزام المسؤولين في الدولة بجعل هذه العناصر في رأس الأولويات من أجل وقف النزف البشري واسترداد لبنان عافيته بعودة قواه الحيّة، وتعزيز القوى الموجودة في الداخل. وهم يشجّعون أبنائهم المقيمين، بالرغم من المعاناة على الصمود في إيمانهم وأرضهم”.

وأعلن البيان عن أن البابا فرنسيس يحتفل في 9 و 10 تشرين الأوّل 2021، بافتتاح الجمعيّة العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة في روما، وهي بعنوان: “من أجل كنيسةٍ سينودوسيّة: شركة ومشاركة ورسالة”. وهو يدعو الكنائس البطريركيّة والمحليّة إلى المشاركة في مسيرة هذه الجمعيّة التي تستمرّ حتى تشرين الأوّل 2023. لذا يدعو الآباء أبنائهم إلى مواكبة هذه المسيرة واغتنام الفرصة للسير معًا في “التفكير والصلاة والإصغاء إلى صوت الله وصوت شعب الله”، بهدف إعادة قراءة خبرات الكنيسة على مدى الأجيال في حمل الإنجيل، وجني ثمار المشاركة لسماع ما يقوله الروح القدس اليوم للكنائس.

ودعا الآباء في بيان، في هذا الشهر الأخير من السنة الطقسية، أبناءهم وبناتهم الى إحياء كل المناسبات الليتورجية بإيمان وتقوى، وتكثيف صلواتهم وأعمال الرحمة من أجل المرضى والمتألمين وضحايا الحروب والكوارث والأوبئة، سائلين الله أن يمنح الجميع الصبر والقوة على تحمل آلامهم، وأن يلهم المسؤولين العمل على وضع حد للحروب والنزاعات، وعلى نشر الألفة والمحبة بين كل الشعوب، وإحلال السلام في لبنان وكل دول العالم.