المطلوب أن ترحلوا لا أن تُعيدوا إنتاج أنفسكم

دار الزمن دورته اربع سنوات كاملة وعدنا الى "اسطورة" استعادة حقوق المسيحيين من خلال المواقع والمناصب والحصص والأحجام!
ودار الزمن دورته أكثر من سنتين كاملتين وعدنا الى "بطولات" قانون الانتخاب الذي يعيد للمسيحيين تمثيلهم الصحيح وحضورهم الفاعل في مؤسسات الدولة!
سنوات طويلة من الفشل والانهيارات السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية والصحية والتربوية والأخلاقية... وكأن لا عبرة لمن يعتبر، ولا دروس يجب استخلاصها من نظريات وصفقات وتسويات ومساومات لم تأت على المسيحيين والمسلمين ولبنان إلا بالويلات والخراب والإفلاس والفقر والجوع والعوز والموت!
بعد أربع سنوات من عمر الصفقة والتسوية والعهد عدنا الى نقطة الصفر لا بل إلى ما دون الصفر، وكأن لا ثوار ثاروا، ولا لبنانيين انتفضوا، ولا ليرة انهارت، ولا خزينة أفلست، ولا عقوبات فرضت، ولا علاقات عربية ودولية خربت، ولا سلاح غير شرعي مصدره إيران وقراره في إيران هو الذي تسبب بكل ذلك!
عدنا الى الصفر وما دونه، وكأن لا منظومة أثبتت عجزها وفشلها لكي لا نقول تواطؤها وعمالتها وارتهانها! وكأن لا شرعية سقطت عن مجلس نيابي تحت وطأة التظاهرات الشعبية ليعود أركان المنظومة أنفسهم الى التباري وتوزيع الأدوار في السعي الى تعويم أنفسهم، وغش الناس، وخوض حروب الطواحين الدونكيشوتية باسم صحة التمثيل والحفاظ على الوجود المسيحي!
المطلوب انتخابات نيابية وتداول للسلطة لا مناورات في شأن قوانين للانتخاب تنتهي بتأجيل الانتخابات وبتعويم سلطة غرقت وأغرقت لبنان بالديون والحروب والمشاكل الداخلية والخارجية.
المطلوب أن ترحلوا لا أن تبحثوا في كيفية بقائكم وإعادة إنتاج أنفسكم!
المطلوب تداول للسلطة وفقا لإرادة الناس لا تفصيل قوانين انتخابية لتكبير احجامكم على حساب لقمة عيش الناس!
المطلوب أن تتواضعوا وتعترفوا بالفشل لا أن تنفخوا أدواركم وكأنكم من الآلهة!
المطلوب ان ترحلوا فلستم انتم من يخرج لبنان من ازماتهم التي اوقعتموهم فيها... وكل ما دون رحيلكم تعميق لأزمتكم وأزمة اللبنانيين يا من لا تعيشون إلا على الأزمات!
أبو الحن