المصدر: نداء الوطن 
الكاتب: غاييل بطيش 
الاثنين 3 تشرين الثاني 2025 06:27:11
يعود اسم الملاريا ليطلّ مجددًا على الساحة الصحية في لبنان، حاملاً معه موجة من التساؤلات والفضول وحتى القلق. فبين تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة وتبدّل أنماط الفصول، يبدو أن أمراضًا اعتبرت يومًا بعيدة من الواقع اللبناني، بدأت تجد طريقها شيئًا فشيئًا إلى البلاد، في مؤشر على أن البيئة والصحة باتتا مترابطتين أكثر من أي وقتٍ مضى.
ومع تسجيل بعض الحالات المحدودة في لبنان هذا العام، يُطرح سؤال جوهري: هل نحن أمام عودة فعلية للملاريا إلى الداخل اللبناني، أم أن ما حدث لا يتعدّى ظاهرة ظرفية يمكن احتواؤها بسهولة؟
وفي حديث لـ "نداء الوطن"، أوضح النائب عبد الرحمن البزري أن الملاريا هي مرض طفيلي، مشيرًا إلى أن لبنان كان قد أطلق في خمسينات وستينات القرن الماضي حملة واسعة قضت على المرض بشكل كامل.
وأكد أن الحالات التي كانت تُسجَّل في السنوات الماضية كانت مستوردة من الخارج، إلا أن العام الحالي شهد للمرة الأولى بعض الإصابات المحلية، أي من دون أن يكون لدى المصابين تاريخ سفر، ما يُعدّ مؤشرًا إلى إمكانية عودة المرض نتيجة الاحتباس الحراري والتغيّر المناخي، وهي ظاهرة عالمية لا تقتصر على لبنان.
وفي ما يتعلق بتمييز الملاريا عن الأمراض المشابهة، أشار البزري إلى أن الأعراض تتمثل عادةً في الحمى والارتجاف (البردية) والصداع، وتختلف حدتها تبعاً لنمط الطفيل، إذ هناك أربعة أنواع رئيسية من الملاريا المعروفة عالميًا.
وأضاف أن عدد الحالات المسجّلة قليل جدًا، وأنه بعد ظهور تلك الإصابات لم تُسجَّل أي حالات جديدة منذ أسابيع، ما يشير إلى أن احتمال التفشي غير وارد حاليًا.
ولفت البزري إلى أن تشخيص الملاريا يتم عبر فحصين رئيسيين: الفحص السريع، وهو اختبار بسيط يكشف وجود بعض مكونات الملاريا. فحص اللطاخة الدموية، وهو أدق، إذ تُؤخذ نقطة دم وتُحضَر منها لطاخة رقيقة وأخرى مكثفة لتحديد نسبة الطفيليات ونوعها.
ولفت إلى أن الأدوية أصبحت متوافرة حاليًا بعد أن كانت نادرة في السابق، مؤكدًا أن المستشفيات والمراكز الصحية قادرة على الاكتشاف والعلاج، ولكن الأمر يتطلب أن يمتلك فنيو المختبرات الخبرة الكافية، لأن فحص اللطاخة يحتاج إلى مهارة دقيقة لتجنب الأخطاء في التشخيص أو تحديد النوع.
وختم البزري مشددًا على أن الوقاية من الملاريا تقوم أساسًا على مكافحة البعوض الناقل، وذلك من خلال الرش بالمبيدات ومنع تكوّن المياه الراكدة التي تشكل بيئة مثالية لتكاثر البعوض وانتشاره.