الميليشيات الإيرانية تجنّد السوريين.. رواتب تصل لمليونين وتقديمات اجتماعية

تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات المقربة من إيران في سوريا، عمليات تجنيد مكثفة للشبان السوريين، حيث تبدو حاجة الميليشيات ملحة لدماء بشرية جديدة، لاسيما من فئة الشباب، في ظل الاستهدافات الإسرائيلية التي تطاولها.

عقود مدنية وعسكرية
وقالت مصادر أهلية لـ"المدن"، إن عقود التطوع مغرية بالنسبة للشبان العاطلين عن العمل، في ظل تفشي البطالة في المناطق التي يسيطر علبها النظام، ولفتت إلى أن التجنيد يستهدف مناطق عديدة مثل ريف دمشق ودير الزور وريف حمص والساحل السوري.
وبحسب المعلومات التي جمعتها "المدن" من مصادر عديدة، يبلغ راتب عقد التجنيد مع حزب الله، مليوناً و900 ألف ليرة سورية للمتزوج، ومليوناً و650 ألف ليرة للعازب، ويتوجب على المتطوع أن يداوم 15 يوماً في الشهر. بينما يمنح لواء الباقر مليوني ليرة بدوام مماثل، على أن يلتحق المجندون بمحور إثريا-خناصر، كما يقدم العقد منحاً عديدة للمجندين في الأعياد وعند افتتاح الدوام المدرسي، في حين يحصل المتزوج على 100 ألف ليرة عن كل طفل كأجور إضافية.
ووفقاً لمصادر "المدن"، تنقسم عقود التجنيد إلى نوعين، مدنية وعسكرية، وتبدأ رواتب المتعاقدين المدنيين من 900 ألف ليرة، فيما لا يقل الراتب الشهري للمتعاقدين العسكريين عن مليون و500 ألف ليرة. ومن شروط العقد، الحصول على ورقة لا حكم عليه، وألا يتجاوز سن المتعاقد 44 عاماً. كما يُقبل الشبان المتخلفون عن خدمتي الجيش الإلزامية والعسكرية، بينما تقبل بعض الميليشيات الأشخاص الفارين من الجيش.

استغلال وتضليل
وتستغل الميليشيات الإيرانية الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها السكان، لتجنيد الشبان، وفي بعض الحالات لتجنيد الأطفال، وذلك بحسب تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، لفت فيه إلى أن ما تعيشه دير الزور من فقر مدقع وبطالة مرتفعة، أجبر بعض الأسر على السماح لأطفالها بالانخراط ضمن صفوف الميليشيات، التي غدت الملاذ شبه الوحيد للخلاص من الأوضاع المعيشية الصعبة.
وكان المرصد قد ذكر في تقرير آخر، أن إيران جندت مجموعات قتالية من سكان كل من دير الزور وحماة وحمص وريف دمشق، منتهزة الحرب في قطاع غزة. وأضاف أن الميليشيات دعت المدنيين إلى التجنيد ضمن صفوفها للقتال في غزة، حيث لاقت هذه الحملات المكثفة استجابة كبيرة من السكان، الذين تم تجنيدهم وإخضاعهم إلى دورات عسكرية وعقائدية في كل من بادية حمص، ومنطقة البوكمال، ثم جرى توزيعهم على مستودعات ومقرات عسكرية داخل الأراضي السورية.

مخاطر كبيرة
وتعليقا، يرى الباحث المشارك  في "المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية – أفايب" مصطفى النعيمي، أن الميليشيات الممولة من إيران باتت في حاجة ماسة إلى عناصر بشرية جديدة، لتملأ الفراغ الذي تسببه الضربات الإسرائيلية ضد عناصرها.
ويضيف النعيمي لـ"المدن"، أن "الهدف الرئيسي من عمليات التجنيد، هو زجّ العناصر على الطرق الدولية بغية تأمينها، حرصاً على استمرار توريد السلاح القادم من إيران عبر بغداد، ومنها الى دمشق، باتجاه لبنان".
ويوضح أن إيران تلجأ إلى أسلوبين في تجنيد السوريين، الأول يعتمد على التغيير المذهبي، والثاني التحفيز بالمال عبر استغلال فقر سكان البلدات والمدن الواقعة في مناطق نفوذها، لافتاً إلى أن "المراحل التالية للتجنيد تتمثل في التدريب العسكري وصولاً الى الزج بالسوريين في الجبهات".
وحول المخاطر المحتملة من انخراط السوريين في عقود التجنيد، يشير النعيمي إلى أنها تتمثل في "توريطهم في مشروع ستكون له تداعيات خطيرة في المستقبل، حيث يمكن أن تتم ملاحقتهم في حال انتهى المشروع الإيراني في المنطقة"، لافتاً إلى أن معظم المجندين يقعون في فخ التضليل سواء من خلال الإيحاء بأنهم سيقومون بضرب المصالح الأميركية أو مناصرة القضية الفلسطينية، بينما يتم الزج بأبناء العشائر لقتال أبناء عمومتهم في مناطق سيطرة قسد، ما يعد أمراً بالغ الخطورة على المجتمع السوري".