النهار تُطلق الصرخة: أنتم حبرُنا

إن ايمان "النهار" بروح الصحافة ورسالتها هو صنو الايمان بوجود لبنان الذي لا تستقيم علة وجوده من دون مجتمع ديموقراطي، تضطلع الأقلام الحرّة بدورها الطليعي فيه بالمساهمة في صناعة رأي عام واعٍ ومسؤول حيال قضاياه.

وعلى أعتاب مئوية لبنان الكبير، تشعر "النهار" بالاعتزاز والامتنان لقرائها لأنها كانت مدى عقود، منهم ولهم، صرحاً وطنياً صاخباً وضاجاً بأفكار الحرية والعدالة والوطنية والمساواة والقانون والثقافة والحداثة. وتمكّن كبارُها المتعاقبون من ترك بصماتهم في الذاكرة الوطنية والوجدان الفكري، فنرى أجيالاً اليوم تقرأ في مدرسة غسان تويني الصحافية والوطنية، وأخرى تردد قسَم جبران تويني في ساحات الانتفاض على الظلم والفساد وهشاشة الدولة.

وبين غسان وجبران، كتابٌ وصحافيون خطّوا بالحبر معاني الحرية والحرفية الصحافية، فتمكنوا من تحويل الصحيفة ديواناً سياسياً وثقافياً وأدبياً تحلقت فيه النخب المفكرة التي كان لها دورها في مسار الحكم والسلطة، وتأثّرَ بانتاجاتها جيلٌ من الشباب الذي لا يزال يتوارث شعلة وطنية تدافع عن قيم لبنان والانسان ومعنى وجودهما.