الوساطات تفشل في اقناع طهران.. وموقف الحزب صدى لتشددها

أعلن مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي اكبر ولايتي أن "وجود حزب الله بات بالنسبة للبنان أهمّ من الخبز اليومي". وقال "حزب الله كان منقذاً للشعب اللبناني، وإيران ستواصل دعمه، واعتداءات إسرائيل تظهر النتائج الكارثية لنزع سلاحه بالنسبة للبنان".

يأتي هذا الموقف الإيراني بينما تتسارع المساعي الدولية لتفادي عودة الحرب الاسرائيلية على لبنان، وعمودها الفقري وركيزتها الاساسية، حلّ الجناح العسكري لحزب الله.

لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" ان الكلمة الاولى والاخيرة في هذا الملف تعود لايران، فهي من اعطت السلاح وتاليا، هي التي ستأخذه أو بالاحرى، هي التي ستطالب بتسليمه.

انطلاقا من هنا، فإن الجولات على المسؤولين اللبنانيين لنقل رسالة تستعجل حصر السلاح، وكان آخرها لوزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي وقبله لمستشارة الرئيس الفرنسي ان كلير لوجاندر، تبدو كجهودٍ في المكان الخطأ.

الوسطاء يدركون هذا الواقع. من هنا، تتابع المصادر، فإنهم، وخاصة المصريون منهم والفرنسيون، يتواصلون مع الإيرانيين، لمطالبتهم بالتخلي عن ورقة "سلاح الحزب"، والا واجه الاخير، ومعه كل لبنان، حرباً جديدة مدمرة. وفي هذا الاطار، صب لقاء بين وزيري خارجيتي فرنسا جان نويل بارو وايران عباس عراقجي في الساعات الماضية في باريس.

غير ان موقف ولايتي، يشكل خير دليل على اخفاق هذه الاتصالات كلّها، وعلى ان ايران ذاهبة الى تصلّب اضافي، لا الى مرونة، وهذا التشدد سينسحب طبعا على موقف الحزب في الداخل اللبناني، أكان من ملف التفاوض او من ملف السلاح...

يمكن اذا توقُع خطابٍ عالي السقف للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بعد ظهر اليوم. فلا تحذيراتُ الوسطاء ولا تهديدات إسرائيل، التي ثبت انها تُترجَم عمليا ولا تبقى كلاما، تنفع لدى الحزب، امام كلمة المرشد الاعلى، ولو كلّفت هذه الكلمة، موتَ كل الشيعة وكل اللبنانيين، تختم المصادر.