المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الأربعاء 22 تشرين الأول 2025 07:33:58
لا تزال العلاقة بين "حزب الله" والسرايا الحكومية مشوبة بالفتور والقطيعة، مع حملات تطاول رئيس الحكومة نواف سلام من إعلام الحزب ونوابه وقيادييه، وخصوصا اتهام الحكومة بأنها مقصرة تجاه الجنوب وعليها الشروع في الإعمار، وهذا الكلام هو الزاد اليومي لنواب الحزب وقادته. فإلى أين تصل هذه العلاقة؟
الحال أن رئيس الحكومة لم يقصر، وكان الأسبوع الماضي في عاصمة الجنوب صيدا، وأكد أنه لن يقبل بالاعتداءات الإسرائيلية. ويُنقل عنه في مجالسه ما معناه: "عندما ألتقي أي موفد أميركي أو سفير غربي وعربي، أفاتحهم في موضوع الاعتداءات الإسرائيلية، مشددا على ضرورة القيام بدور من أجل ثني إسرائيل عن اعتداءاتها".
أما في موضوع الإعمار فإن رئيس الحكومة لا يوقف جهوده، فعندما شنت إسرائيل عدوانا على المصيلح توجه وزير الأشغال والنقل فايز رسامني على الفور إلى الجنوب، وقام بدوره على أكمل وجه ودان الاعتداء، وورش الأشغال تحركت سريعا، وهناك تنسيق بينه وبين مجلس الجنوب والأجهزة المعنية، فأين قصّر سلام في الإعمار؟ ولكن هل الحكومة لديها الإمكانات من أجل أن تتولى الإعمار؟ وبعيدا من السياسة، من قام بالحرب والمساندة والمشاغلة؟ الحكومة لن تقبل إلا بإعادة الإعمار، لكن هذا قرار كبير جدا يستلزم الوصول إلى مؤتمر الدول المانحة وإطلاق مسيرة الإعمار، والقضية مرتبطة بحصرية السلاح وأمور كثيرة. أما الدولة، فتقوم بدورها ضمن إمكاناتها المحدودة والمتاحة، ورئيس الحكومة لم يقفل باب السرايا أمام أي طرف، بمن فيهم "حزب الله"، ولهذه الغاية فإنه يؤكد المؤكد لناحية ضرورة التواصل بين جميع مكونات الشعب اللبناني السياسية والحزبية .
والسؤال الآن: هل يزور "حزب الله" السرايا بعد قطيعة، أو أن الأمور تدور في حلقة مفرغة؟
تشير معلومات "النهار" إلى أنه بعد زيارة الرئيس سلام لصيدا والمواقف التي أطلقها من هناك، وصولاً إلى زيارته عين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث وصف اللقاء بالصريح والإيجابي وجرى البحث في عمليات الإعمار، من الطبيعي أنه عبّد الطريق أمام "حزب الله" وكسر الجليد نحو لقاء قريب في السرايا .
أحد نواب الحزب قال لـ"النهار": "الإخوان يتولون الأمر بالنسبة إلى طلب الموعد، ولا شيء يمنع" .
وهل الفتور أزيل؟ أجاب: "إن شاء الله، وسنلتقي عاجلا أو آجلا رئيس الحكومة، ونبحث كل الأمور لما فيه خير البلد والناس"، من دون الخوض في تفاصيل أكثر.
وتبين أن هناك موعدا قريبا لم يحدد توقيته، ولكن يبدو أن كسر الجليد حصل بين الجانبين ولا مشكلة أو عوائق تحول دون زيارة السرايا ولقاء الرئيس سلام .