انتشار مُسلَّح لحزب الله على المحطات التي تبيع النّفط الإيراني... "7 أيار" الصّهاريج؟!

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم": 

من الإعلان عن ناقلة نفط إيرانية واحدة، قادمة الى لبنان، مروراً بالحديث عن مسار من ناقلات وناقلات، وعن رغبة إيرانيّة بالدّخول الى "ساحة" التنقيب عن النّفط اللبناني، قد نصل الى ما هو أبعَد من ذلك بكثير ربما، تباعاً، وفي شكل تدريجي ومُتصاعِد، وأمام أعيُن سلطات لبنانية قرّرت الاكتفاء بـ "كاتم صوت" على الصّعيد الرسمي، رغم أنّنا على مرمى أيام من وضوح الخيط الأبيض من الأسود، في ما يتعلّق بوصول الناقلة الأولى.

أثمان باهظة

ووسط هذا المشهد، نسأل، هل ندخل مسار "المعركة بين حربَيْن" التي تخوضها إسرائيل ضدّ إيران في سوريا منذ سنوات، والتي بقيت الساحة اللبنانية بعيدة منها، في شكل مباشر، حتى الساعة؟

فالنّفط سلعة استراتيجية، إدخالها الى لبنان من إيران قد يعني تأمين حجّة إضافيّة لزيادة كميّة السلاح الإيراني على الأراضي اللبنانية، وربما تثبيت عناصر إيرانيّة مسلّحة في لبنان، في مدى بعيد. وهو ما قد يخرج عن إطار التسويات الأميركية - الإيرانية الحاليّة، مستقبلاً. فهل تدفع الساحة اللبنانية الأثمان الباهظة، كالمُعتاد؟ 

"بوليسي"

أوضح مدير "المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات"، العميد الركن خالد حماده، أن "الحديث عن قدوم النّفط الإيراني الى لبنان، هو من باب المزايدات، والسيناريو "البوليسي"، حتى الساعة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مواقع تتبُّع حركة السّفن، لم تُظهِر شيئاً ملموساً في هذا الإطار. ولا أعتقد أن ناقلة تحمل العلم الإيراني، وتكسر العقوبات الأميركية، يُمكنها أن تعبر قناة السويس بسلاسة، بل يُمكنها المرور إذا كانت تحمل علم دولة أخرى، ومُسجَّلَة فيها". 

 7 أيار

ورأى حماده أنه "إذا لم يتعثّر قدوم النّاقلة في قناة السويس، فإنه يتوجّب أن تصل الى لبنان بعد نحو ثلاثة أو أربعة أيام. أما عَدَم قدومها، فهو يعني أنها ستنضمّ الى قافلة روايات "بوليسية" سابقة، تبرّر تعثُّر هذا المسار".

وقال:"في أي حال، ستكون الدولة اللبنانية أمام مأزق كبير. فمن المستحيل لتلك الناقلة أن تُفرِغ حمولتها في بيروت. أما إذا اتّجهت نحو سوريا، وتقرَّر نقل ما فيها بالصّهاريج، فهل سيدفع "حزب الله" الرّسوم المترتّبة عن ذلك؟".

وأضاف:"وإذا أُفرِغَت الصهاريج في المحطات المحسوبة على "حزب الله" حصراً، فهذا يعني أن "الحزب" لن يكون قادراً على الاستثمار السياسي فيها. أما إذا دخلت الى محطات أخرى، فهل سيتمّ توزيع المحروقات بإشراف من عناصره، ضمن فصل جديد يقوم على انتشار مسلّح لـ "حزب الله" على المحطات التي تبيع النّفط الإيراني؟ في تلك الحالة، نكون دخلنا في مشكلة كبرى، قوامها 7 أيار من نوع جديد، على ظهر الصّهاريج". 

تنقيب

وأكد حماده أن "الحديث عن تنقيب إيراني عن النّفط اللبناني، لا مفاعيل حقيقية له، طالما أن الدولة اللبنانية غير قادرة على إبرام اتّفاقية مع أي شركة إيرانية في هذا الإطار".

وعن الضّربات الإسرائيلية مستقبلاً، شرح:"تل أبيب تستهدف مخازن أسلحة "حزب الله" وإيران في سوريا، والأجواء اللبنانية مُستعمَلَة لذلك أصلاً، منذ سنوات. وبالتالي، المُستهدَف هو نفسه، سواء كان في سوريا أو لبنان، ولا جديد حقيقياً في المواجهة، إذا أُضيفَت بعض الأهداف في لبنان الى لائحة تلك التي تُستهدَف في سوريا". 

تفصيل

وشدّد حماده على أن "التوتُّر الكبير سيكون في أفغانستان. فلا أحد يعلم تماماً، حتى الساعة، دور حركة "طالبان" تجاه إيران مستقبلاً، ومتى سيبدأ. وإذا لم تُرتَّب الروزنامة الدولية قريباً، فإن حال المراوحة اللبنانية ستستمرّ، وسط خطابات سياسية داخلية فارغة، ومُستهلَكَة".

وتابع:"لبنان ليس أكثر من تفصيل في "الأجندة" الكبرى، إذ إنه رُمِي في سلّة مهملات المنطقة، مُتخبِّطاً بأزمات المحروقات والمياه والخبز والدواء، وغيرها من الأزمات. بينما الأهمّ، هو مُراقَبَة حركة التطوّرات في أفغانستان، والعراق الذي يمثّل حالة مُنتفِضَة على إيران، بأدوات عراقية، وسط انقسام شيعي بين "الحشد الشعبي" التابع لطهران، وحشد المرجعيات الذي هو ضدّها (طهران)، والذي هو (حشد) شيعي مسلَّح أيضاً. بالإضافة الى حشد العشائر، وهم من السُّنّة. وقد تتنفّس تلك الحالة الميليشياوية المُتصاعِدَة في العراق، مع تصاعُد "طالبان" في أفغانستان".

وختم:"يبقى لبنان وسوريا، واليمن معهما، الساحات الأسوأ. ففي كلّ من لبنان وسوريا، دولة متلاشِيَة، تقوم على حُكم هزيل، وقطيعة دولية، وأزمة إقتصادية، وانهيار مالي. أما الفارق الوحيد، فهو أن السياسة الخارجية في لبنان ممسوكة من إيران، بينما السياسة الخارجية السورية في يد إيران وروسيا معاً".