باب الديبلوماسية مفتوح

على الرغم مما هو ظاهر من تحضيرات للحرب واستعدادات لمواجهة الرد الايراني فإن باب الديبلوماسيّة لم يغلق بشكل نهائي بعد، على ما يؤكّد مصدر ديبلوماسي غربي لـ"الجمهورية"، حيث كشف عن جهود متسارعة من اتجاهات دوليّة متعدّدة في اتجاه اسرائيل وطهران، وكذلك في اتجاه لبنان لتضييق احتمالات الحرب.

ولا يقلّل الديبلوماسي الغربي عينه "من حجم الصعوبات التي تعترض مسار الوساطات، وتعزز احتمال المواجهات الواسعة. ولكن مع ذلك اعتقد أن الابواب غير مقفلة، وفرصة تجنّب مغامرة الحرب المدمّرة ما زالت ممكنة، وخصوصا اذا ما قدّر اطراف الصراع فعلا، حجم ما قد تتسبب به الحرب من تداعيات واضرار ونتائج وخيمة شاملة على دولهم، وربما على كلّ دول المنطقة.

وضمن هذا السياق، يؤكّد المصدر عينه "أنّ الولايات المتحدة ما زالت تضع في اولوياتها تجنيب المنطقة اندلاع حرب واسعة، وعبّر عن ذلك الوزير بلينكن بدعوته كل الاطراف لكي تتخذ خطوات لتهدئة التوترات وتجنب التصعيد. وفي هذا السبيل تلعب دورا خلفيا دافعا ومشجعا للوساطات الرامية الى التخفيف من وطأة الرد الايراني على اسرائيل، حيث انّها ليست بعيدة عن زيارة وزير الخارجية الأردنية الى طهران، التي يبدو انها لم تكن موفقة".

وكشف مصدر رسمي رفيع لـ"الجمهورية" ان حركة الاتصالات الخارجية متواصلة بوتيرة مرتفعة تجاه لبنان، وتوالت بصورة مكثفة منذ العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر.

واستغرب المصدر ما وصفها الحماسة الفائقة التي يبديها الخارج، وقال: لم يبقَ احد الا وتكلم معنا، عندما نٌضرَب نحن هم يسكتون، وعندما تُضرب اسرائيل او يشعرون بأنها ستُضرب يسارعون الى طلب التهدئة، كما هو حالهم اليوم، حيث يدعون الى ضبط النفس، ويشددون على التهدئة ليس من اجل لبنان وخوفا على لبنان، بل من اجل اسرائيل التي يتعاملون معها وكأنها الولاية الاميركية الـ51".

ولفت المصدر الى ان هذه الاتصالات اكدت المؤكد بالنسبة الينا، حيث انهم جميعا ومن دون استثناء احد من المتصلين يتشاركون في مسألة وحيدة وهي حقّ اسرائيل في الدفاع عن نفسها. ومع ذلك يطلبون منا أن نماشيهم في ما يطلبونه منا".

وقدم المصدر عينة مما يتم تداوله في هذه الاتصالات، وقال: هم على قناعة بأن الرد او الردود على اسرائيل ستحصل، ولذلك اول ما يقولونه هو التحذير من مخاطر هذه الردود، ثم يريدون منا ان نقول لهم إن كان الرد على اسرائيل سيكون بالجملة او المفرق. ويركزون على السؤال كيف سيرد "حزب الله" على اغتيال الشهيد شكر، ومتى سيحصل هذا الردّ. وبعضهم يتمنى لو يتم ضبط هذا الرد بحيث لا يتسبب بتصعيد الامور الى مواجهة واسعة. كما انهم يسألون عما اذا كان ردا الحزب منفردا، او ردا مشتركا مع ايران ومتزامنا مع ردها على اغتيال اسماعيل هنية؟

وقال: من جهتنا اكدنا موقفنا المبدئي بأننا لا نريد الحرب ولا نسعى اليها، و"حزب الله" لم يحد منذ اليوم الأول عن التزامه بقواعد الاشتباك، فيما اسرائيل باعتداءاتها واغتيالاتها تدفع الامور الى تصعيد اكبر، واما بالنسبة الى الردّ عليها من قبل "حزب الله"، فهذا الامر متروك للميدان كما قال السيد حسن نصرالله".