باراك وبولس يحضّان لبنان على تسريع حصرية السلاح والإصلاحات

تؤكد الزيارة التي يقوم بها خلال حزيران الجاري الموفدان الرئاسيان الأمريكيان معا إلى بيروت الأول لشؤون سوريا السفير في تركيا توم باراك والثاني لشؤون الدول العربية والأفريقية مسعد بولس على استمرار الوضع اللبناني أولوية أمريكية وان التخلي عنه ليس واردا خصوصا في المرحلة الحالية.

وتأتي الزيارة في توقيت لبناني دقيق يتزامن مع توقيت اكثر دقه بالنسبة إلى المساعي الأميركية لترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط والتوازنات ونقاط النفوذ. كما في مرحلة من التفاوض الأمريكي – الإيراني الذي وصل البحث خلاله إلى نقاط حساسة بالنسبة إلى إنهاء البرنامج النووي لطهران.

إذا لن يكون لبنان متروكا،وان كانت الموفدة مورغان اورتاغوس لم تعد في منصبها، إلا أن خطوات أمريكية منتظره ستتخذ لإعادة ترتيب المسؤوليات داخل الإدارة في شان المنطقة لا سيما حيال الملف اللبناني.
وتكشف مصادر دبلوماسية واسعه الاطلاع ان هدف الزيارة يركز على ما يلي:
– إعادة التشديد الأمريكي على ضرورة أن يستكمل لبنان موضوع حصرية السلاح بالكامل وعلى كل الأراضي اللبنانية وجنوب الليطاني كما شماله في يد الدولة. كما لا يجب ان يكون هناك سلاح وسلطة خارج الدولة. وهذا ينطبق ايضا على ملف السلاح الفلسطيني في لبنان. لذلك سيتم البحث بضرورة وجود جدول زمني لسحب السلاح غير الشرعي حيث لا يفترض ان تبقى الامور معلقة وواشنطن لن ترضى على الاطلاق ان تبقى على هذا النحو.

– بالتوازي مع انجاز ملف السلاح من الطبيعي ان يقوم لبنان بخطوات اكثر سرعه للانقاذ الاقتصادي، وسيحض الوفد الامريكي المسؤولين على ان يقدموا برنامج الحكومة للاصلاح الشامل الى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي،وتسريع اقرار القوانين الجديدة المتصلة بهيكلية المصارف،واظهار خطوات جوهرية امام المجتمع الدولي والهيئات الدولية الممولة لكي تستعد للمساعدة. اذ لا يجوز ان تبقى التحضيرات تسير ببطء ولا يكفي ان يكون هناك اجتماعات مع صندوق النقد من دون تقدم حقيقي.

– استطلاع تطورات العلاقات مع سوريا والاستعدادات لترسيم الحدود ولحل كل المسائل العالقة بين البلدين لاسيما ملف النازحين ومراقبه الحدود وتفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية. ان مهمه الموفد الرئاسي لملف سوريا توم باراك لديه مهمة متصلة بالجانب اللبناني من الملف وكل القضايا المشتركة بين البلدين تماما كما هي مسؤوليته في مجال القضايا المشتركة بين سوريا والجارة الاخرى لها الا وهي تركيا،وكذلك كل الدول المجاورة لها.

– استطلاع اوضاع الجيش اللبناني وقدراته على القيام بدوره في الجنوب وفي كل لبنان. مع ضرورة ان يرسل لبنان اشارات عن ضبط الحدود ونزع السلاح وتقدم ذلك ووضع اجهزة المراقبة على الحدود البرية والبحرية والجوية.

واوضحت المصادر ان اهتمام الادارة الامريكية بملف لبنان سيتوزع ما بين وزارة الخارجية والموفدين الرئاسيين المعنيين بالمنطقة. وقد يتم تعيين خلف لمورغان اورتاغوس وقد لا يتم ذلك. انما مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الادنى جويل ريبورن سيتولى الملف اللبناني من ضمن مهمته الطبيعية ف الخارجية. وهو ينتظر موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه بعدما استمع اليه.

وليس واضحا منذ الان ما اذا سيكون الاهتمام الرئاسي الامريكي ومجلس الامن القومي بملف لبنان متواز مع اهتمام الخارجية وفريقها ام انه سيكون ابلغ منه.

ان المرحلة المقبلة ستكشف هذه النقطة، مع الاشارة الى ان الحكم السابق ايام الرئيس جو بايدن كان لدى الموفد الرئاسي آموس هوكشتاين دورا اكثر بروزا من دور الخارجية في التعاطي مع مسالة لبنان. واستطاع انجاز الملف الحدودي البحري بين لبنان واسرائيل وان لم يستفيد لبنان بعد من ذلك عمليا بالنسبة الى استخراج الطاقة على انواعها واستخدامها وتسويقها.