بالفيديو- لليوم الثالث أهالي المنصورية يتصدون لمدّ التوتر العالي.. قوى الامن تقتحم ارض الكنيسة وهذا ما فعلته بكاهن الرعية

تجمّع أهالي المنصورية وعين سعادة وعين نجم صباح اليوم لليوم الثالث على التوالي، لمواصلة حركتهم الاعتراضيّة على مدّ وصلة المنصورية. وكما في اليومين السابقين، إستمرّ التعاطي القاسي للقوى الأمنيّة مع المحتجّين وحتى مع كاهن رعيّة مار يوحنا الديشونية الأب سليم بطاني الذي تمّ دفعه بقوّة وإسقاطه أرضاً كما يظهر في الفيديو.

وقبيل اللقاء المنتظر في بكركي لبحث الحل بشأن وصلة المنصورية، تفاجأ المواطنون بأعداد كبيرة من القوى الامنية تقتحم فجر اليوم اراضي المطرانية حيث كنيسة السانت تيريز، وتقفل جميع الطرقات المؤدية وتمنع المواطنين في المنطقة من الدخول اليها.

كما فرضت القوى الامنية طوقاً ومنعت المواطنين من الدخول الى كنيسة السانت تيريز في المنصورية للمشاركة في الصلاة الصباحية.

وتقول منى حرب لـ«الشرق الأوسط» إننا «قدمنا للوزارة دراسات تؤكد خطر تمديد الخطوط، لكننا لا نعرف إن كانوا قرأوا أياً منها. ويتحججون بأن الوصلة تحت الأرض تكلف أربعة ملايين دولار زيادة على كلفة مدها في الهواء، وينسون المليارات التي أهدروها على البواخر، والملايين التي ستصرفها وزارة الصحة لمعالجة الأمراض التي ستصيبنا إن هم أكملوا جريمتهم. هذا بالإضافة إلى الأموال التي عرضوها مقابل منازلنا والتي لا تستوفي نصف أسعارها. فليجمعوا كل هذا الهدر ونحن حاضرون للتبرع لهم بالفرق ويمدوا الخطوط تحت الأرض». وتشير حرب إلى أن «المخطط الأساسي كان يقضي بمد الخطوط في أرض لا سكن فيها، لكنها ملك لأحد النافذين، لذا تغير المشروع وسلطوا علينا خطوط توترهم العالي».

وتحرك الأهالي ليس جديداً، لأن الرفض بدأ قبل 18 عاماً. والمفارقة أن «التيار الوطني الحر» كان من أشد الرافضين لمد خطوط التوتر العالي في المنطقة، وكان يشارك الأهالي في اعتصاماتهم ويدعمهم، لكن الدعم انتهى ما إن تولى وزير الخارجية جبران باسيل حقيبة الطاقة، ومن ثم أورثها إلى النائب الحالي والوزير السابق سيزار أبو خليل، لتتولاها حالياً ندى البستاني.

وعلى خلفية الاعتصام، أوقفت السلطات الأمنية المواطن داود مخيبر، بعد انتشار فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يشتم رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل وغيرهما من السياسيين، رافضاً مد خطوط التوتر العالي في منطقته.

ويقول أحد المعتصمين الأب طوني صدي لـ«الشرق الأوسط»: «حاولنا بالحوار مع المسؤولين إقناعهم بمد الخطوط تحت الأرض، فكان الجواب أنهم لن يتراجعوا، وعندما تقدمنا لوقف العمال عن تمديد الكابلات، تعرضنا للضرب من القوى الأمنية. والبطريرك بشارة الراعي ناشد أول من أمس المسؤولين إيقاف العمل، لكنهم لا يردون على أحد».

وتقول دنيا حسون التي تسكن في المنطقة منذ 12 عاماً: «لا نريد أن نربي أولادنا في حقل كهرومغناطيسي». وتضيف: «أول من ناصرنا في قضيتنا كان التيار الوطني الحر وأعلنوا أن الأمر ضار. ولا نفهم كيف أصبح آمناً بنظرهم؟ يريدون إرغامنا إما على الموت أو المرض أو تهجيرنا من منازلنا».

وتستغرب غلاديس صعب: «كيف يمكن مد هذه الخطوط إلى جانب مدرسة ودار للعبادة، هذا فضلا عن المنازل وسكانها».