المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الخميس 4 كانون الاول 2025 12:18:57
كل شيء يدل على ان اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان، لم ينته مع انتهاء زيارته اراضيه، بل على العكس. فصحيح ان الحبر الاعظم لم يغص في خطاباته، في الملفات السياسية والتحديات الكبرى التي تتهدد وطن الارز وتقض مضاجع مواطنيه، الا انه على علم كاف وواف بها.
هو يعلم ان السلاح غير الشرعي محط خلاف كبير في الداخل وانه يضع لبنان امام خطر حرب داهمة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية".
من هنا، نقل عن البابا لاون الرابع عشر قوله بعد وصوله إلى روما مساء الثلثاء إن "الفاتيكان سيواصل السعي لإقناع الأطراف في لبنان بالتخلّي عن السلاح والعنف والالتزام بالحوار". وقال، في ردّ على سؤال حول إيصال صرخة اللبنانيين إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساهمة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية "تواصلت وسأتواصل مع القادة لإحلال السلام".
وبالفعل، كانت شمس الاربعاء لم تطلع بعد، حين اعلنت رئاسة الجمهورية في بيان تعيين "المدني" السفير السابق سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني الى لجنة الميكانيزم. هذه الخطوة التي كان الاقدام عليها متعذرا لأشهر، بفعل تصلب الثنائي الشيعي، نالت رضى الاميركيين وقد كان الفاتيكان في صلب الاتصالات التي أتاحت، اولا، اتخاذَ لبنان القرار بتعيين مدني، وثانيا موافقة واشنطن على هذا القرار ورفده بضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للتجاوب معه، وفرملة اندفاعته نحو شن حرب على لبنان.
بصمات الحبر الاعظم البيضاء ظاهرة اذا في ما حصل وفي الخطوة التي، ان لم تلغ قرار الحرب، الا انها ارجأته، وأعطت لبنانَ فرصة اضافية لمحاولة التوصل الى حل عبر الدبلوماسية.
غير ان بركات الزيارة التي بدأت سريعا بالظهور، قد تتبدد اذا عاد لبنان الى المماطلة ولم يسرع في تطبيق قرار حصر السلاح. فتفكيك ترسانة حزب الله العسكرية، مسألة غير قابلة للتفاوض لا في اسرائيل ولا في لبنان ولا لدى المجتمع الدولي، تختم المصادر.