المصدر: الانباء الالكترونية
الخميس 4 كانون الاول 2025 06:51:58
بعد النجاح الذي حققته زيارة البابا لاوُن الرابع عشر إلى لبنان بالمقاييس كافة، أتى انعقاد اجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة أمس الأربعاء بحضور شخصيتين مدنيتين عن الجانب اللبناني السفير السابق سيمون كرم وعن الجانب الاسرائيلي اوري ريسنيك، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ليضفي جدية على معالجة النقاط الخلافية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري أكده منذ شهر تقريباً بأن المفاوضات مع إسرائيل لن تتم إلا من خلال "الميكانيزم"، وأن لا مانع لديه من إضافة شخصية مدنية أو أكثر إلى جانب ممثل قيادة الجيش في اللجنة.
مصادر مطلعة كشفت عبر "الأنباء الالكترونية" أن تسمية السفير السابق سيمون كرم لترؤس وفد لبنان في لجنة "الميكانيزم" لم يكن وليد الصدفة، بل جرى التداول باسمه بين الرؤساء الثلاثة منذ إعلان لبنان رفضه المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وأن الموافقة على تطعيم "الميكانيزم" بشخصيات مدنية لبنانية وإسرائيلية استغرقت وقتاً كما تطلبت المزيد من الضغط الأميركي على اسرائيل للقبول به، وتخلي إسرائيل عن فكرة الضغط العسكري على لبنان للقبول بالتفاوض معها وهو ما عملت عليه الادارة الأميركية في الأسابيع الماضية.
ولم تستبعد المصادر أن يكون الفاتيكان وفرنسا قد لعبا دوراً مؤثراً في هذا التحول في الموقف الاسرائيلي، خصوصاً وأن البابا لاوُن الرابع عشر لم يعلق على المذكرة التي قدمها له "حزب الله" لكنه دعاه إلى التخلي عن سلاحه.
المصادر توقعت أن يكون "حزب الله" أكثر ليونة بعد توسيع "الميكانيزم" بناءً على اقتراح الرئيس بري، الذي شدد على أن تخرج مفاوضات "الميكانيزم" من إطارها العسكري إلى العمل السياسي لتصبح قادرة على حل كل النقاط الخلافية ومنها انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة والشروع في عملية الترسيم البري، وأن يكون عمل هذه اللجنة بعد توسيعها شبيهاً بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما ساعد على تأمين موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة، ومسارعة الرئيس جوزاف عون إلى تسمية السفير سيمون كرم.
أجواء إيجابية
المصادر المطلعة أكدت أن أجواء الاجتماع في الناقورة كانت ايجابية، وأنه بقي ضمن الأطر المعتادة سابقاً، مضيفة أن المسؤولين اللبنانيين خرجوا بانطباع أنه سيتم اعطاء الجيش فرصة للقيام بعمله، وأن اجتماع الأمس سيتم تطويره ويبنى عليه، ولم يتم التطرق في الاجتماع الى مطالبة الجيش بتفتيش الممتلكات الخاصة، مؤكدة أن السبيل الوحيد لتجنب التصعيد يتمثل في مواصلة الجيش اللبناني عمله ودوره في ضبط الأمن على الأرض.
وقد علمت "الأنباء" أن الاجتماع المقبل للجنة سيكون في ١٩ كانون الأول الجاري.
فيما شددت المصادر على وضع جدول زمني لسحب السلاح من شمال نهر الليطاني وعلى الأراضي اللبنانية كافة، في إطار مسار يهدف الى تخفيف التوتر ومنع الانزلاق الى مواجهة عسكرية واسعة، مشيرة إلى أن "حزب الله" لن يعترض هذه المرة على توجه حصر السلاح الى منطقة شمال الليطاني طالما أن ذلك يجنب لبنان حرباً شاملة ويخدم مصلحته في الحفاظ على الاستقرار الداخلي.
سلام
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام "أننا مستعدون لمفاوضات فوق العسكرية مع اسرائيل، لكن نتنياهو ذهب بعيداً في توصيفه خطوتنا بضم دبلوماسي لبناني سابق الى اللجنة".
ورأى أن قرار ضم دبلوماسي لبناني سابق الى اللجنة محصن سياسياً ويحظى بمظلة وطنية.
غير أن رئيس الحكومة أكّد "أننا لسنا بصدد مفاوضات مع اسرائيل، فالتطبيع مرتبط بعملية السلام"، كاشفاً تبلغ لبنان رسائل اسرائيلية عن تصعيد محتمل لكنه غير مرتبط بمهل زمنية. ودعا "حزب الله" الى تسليم سلاحه، وهذا من أهم عناوين مشاركته في إعادة بناء الدولة لأن سلاح الحزب لم يردع اسرائيل ولم يحمِ لبنان.
السفارة الأميركية
بعد اجتماع لجنة "الميكانيزم"، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت أن الاجتماع ناقش التقدم المحقق نحو التوصل الى اتفاق دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان في اطار دعم السلام الدائم والازدهار المشترك.
وقالت: "شارك في الاجتماع كل من السفير اللبناني السابق سيمون كرم، والمدير الأول للسياسة الخارجية في الأمن القومي الاسرائيلي اوري ريسنيك الى جاب المستشارة مورغان اورتاغوس بصفة مدنيين في اجتماع الميكانيزم. ويأتي انضمامهما ليؤكد التزام الآلية بتعزيز الحوارين السياسي والعسكري، والسعي الى تحقيق الأمن والاستقرار لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع. وقد رحبت مختلف الأطراف بهذه المشاركة باعتبارها خطوة أساسية نحو ترسيخ التواصل المدني والعسكري داخل اللجنة الخماسية. وتتطلع اللجنة الى مواصلة العمل مع السفير كرم والدكتور ريسنيك في الجلسات المقبلة، والى الاستفادة من توصياتهما، فيما تواصل الآلية جهودها لترسيخ السلام الدائم على طول الحدود".