بعد زيارة بابا "الرجاء" إلى بلد "الجلجلة"... شباب لبنان أمام اختبار الولادة الجديدة

بين مطلع كانون الأول الجاري وأسبوعه الميلادي الأخير، يعيش لبنان في "سكرة" الزيارة التاريخية التي خصه بها البابا لاوون الرابع عشر. سكرة لم تتبدّد بعد، ولا سيما في أوساط الشبيبة، حيث لا يزال "خدر الفرح" حاضرًا، وكأن السلام حلّ فعلًا عليهم، ولو موقتًا.

فالمحطة الخارجية الأولى لرأس الكنيسة الكاثوليكية إلى "الملاذ التاريخي للمسيحيين المشرقيين"، حُمّلت بجرعة أمل، احتاجها اللبنانيون للتخفف من ثقل أزمات متكررة، خلّفت ارتداداتها ما خلفته من دمار، وانهيارات وخوف وقلق، ورفعت من منسوب "اللايقين" لدى الشباب تحديدًا، حول مستقبلهم في هذا البلد.

غير أن بابا روما الذي لمس "جلجلة" الشباب المزمنة، لم يكتف بتعزيتهم، بل حمّلهم أيضًا مسؤولية تحويل الرجاء إلى فعل. فكيف تلقف الشباب هذه المعاني. وما هي الانطباعات التي خرجوا بها بعد الزيارة؟

لبنان في وجدان الكنيسة

قبل أسبوع واحد من وصول البابا إلى لبنان، بقيت مخاطر تجدد العدوان الإسرائيلي تطرح شكوكًا، مبررة، حول ما إذا كانت هذه الزيارة ستكتمل فعلًا. سمع البابا نفسه نصائح تدعوه إلى تحاشي "الصليب" الذي يثقل حياة اللبنانيين بيومياتهم. غير أنه بحسب روي جريش، منسق عام لقاء الشبيبة مع البابا، واللجنة الوطنية لرعوية الشبيبة ضمن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان "كان اليقين أقوى من الشك، بأن البابا سيأتي مهما كانت التحديات". فاكتسبت الزيارة بُعدًا رمزيًا إضافيًا، أكد أن لبنان، بكل جراحه المفتوحة، لم يخرج من وجدان الكنيسة الجامعة ولا من أولوياتها.

Mini GMG

اتخذت الزيارة البابوية إلى لبنان طابعًا يتجاوز البروتوكول، وحملت كل محطة فيها قراءة واعية لوجع لبنان المتعدّد الأبعاد. ففي مرفأ بيروت كان الصمت أمام عائلات ضحايا 4 آب، كافيًا ليهز الضمير الإنساني أكثر من أي خطاب. وفي عنايا أعاد خشوع البابا أمام ضريح مار شربل، التذكير بقيم النسك والبساطة والمسؤولية الروحية.

أما اللقاء مع الشبيبة في بكركي، فشكل التعبير الأوضح عن الرهان على المستقبل، وعن الدور الذي أراد البابا للشباب اللبناني أن يضطلعوا به. فخرج هذا اللقاء عن الإطار التقليدي للزيارات البابوية، واقترب في رمزيته وتنظيمه وروحيته من نموذج الأيام العالمية للشبيبة، إلى حدّ وصفته بعض الصحافة العالمية بـ Mini GMG، أي نسخة مصغرة عن اليوم العالمي للشبيبة.

يا شباب لبنان ثوروا

إلى لقاء بكركي، حضر كل من الشباب مع صليبه. فحاول البابا الذي خاطبهم بلغة روحية، تعزية الألم، ولكنه في الوقت نفسه، حمّل الشباب مسؤولية صناعة السلام لمستقبلهم.

تقول نايا فضول، منسقة لجنة الإعلام الخاصة بلقاء الشبيبة، إن "البابا ذكّرنا بدور الشبيبة كمحرك أساسي للتغيير. ففهمنا أن انتظار التغيير كي يأتي من الخارج لن يحقق أي نتائج. بينما واقعنا لن يتغيّر إلا إذا صنعنا نحن بأنفسنا هذا التغيير. وحينها فقط يكمل الرب عملنا بنعمته".

بدا البابا بالنسبة لفضول كمن يعتمد على روح الشباب وطبيعته الثورية، "التي لا تحبط عادة". وهذا تحديدًا ما وضع حدًا للرومانسية المثالية التي أحاطت بالزيارة، لينتقل بها إلى مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية. فاستكمل "لاوون الرابع عشر" بذلك مسارًا بابويًا طويلًا بدأ مع "يوحنا بولس الثاني"، الذي أسّس لعلاقة خاصة بين الباباوات والشبيبة، وتابعت مع "بنديكتوس السادس عشر" الذي جعل من مشاركة شباب لبنان في مسار درب الصليب، علامة شهادة ورجاء.

حافز للداخل أيضًا...

بلسان فردي يقدم كل من الشباب الذين ساهموا في تنظيم لقاء بكركي، شهادة جماعية تتجاوز توصيف الزيارة كحدث، إلى تثبيت معنى المشاركة والرسالة بعد الحدث.

فترى ميرا قصارجي، منسقة لجنة الإعلام في لقاء البابا مع الشبيبة أيضًا "أن هذا اللقاء جعلنا نشعر بوطنيتنا وانتمائنا"، وهو في الوقت نفسه "أكد لنا أن لبنان لا يزال موجودًا في قلب الكنيسة، وأننا لم ننس". متمنية أن تترجم ثمار الزيارة على المستوى الداخلي "في تشكيل ضغط أخلاقي على المسؤولين المحليين ليضعوا الإنسان وكرامته في صلب قراراتهم".

بابا روما لبناني؟

لم تكن الشبيبة في محطة بكركي البابوية حضورًا فقط، بل كانت شريكة في التنظيم، في الإصغاء، وفي إيصال الصوت. وقد بدا كل من شارك بالتنظيم مقتنعًا بأن "البابا سيخصصنا بالوقت ليسمعنا". ولكن ما لم يتوقعه هؤلاء هو أن يكون "البابا لبنانيًا".

فقد تفاجأ المشاركون في لقاء الصرح البطريركي، أنه بدلًا من أن يستقبلوا هم البابا، استقبلهم هو وسمعهم. فظهر وفقًا لما تصفه نايا فضول "قريبًا منا". وهذا ما أضفى على هذا اللقاء بعدًا إنسانيًا.

في لقاءاتها الإعلامية كانت فضول تكرر أن البابا لاوون "يعرف لبنان، ولا يحتاج إلى أن يزور شعبه ليتعرف إليهم. ولكننا في الواقع شعرنا بأنه كان حاضرًا معنا في كل ما مررنا به حتى اليوم". ولهذا تقول "أنا متأكدة أن البابا حملنا معه أيضا في قلبه عندما غادر، خصوصًا من خلال الاختبارات التي عاشها خلال ثلاثة أيام".

تشاركية في إسماع الصوت بلا تنميط أو اختزال

رغم هذا الثقة بيقين البابا لهموم اللبنانيين وانتظاراتهم، أعد الشباب باحترافية مطلقة للقائهم مع البابا. كان القرار وفقًا لما يشرح روي جريش "أن نعبّر بصدق عن قلق الشباب وأسئلتهم". ومن هذا المنطلق، تجند نحو 250 شابًا وشابة ضمن 25 لجنة لأشهر طويلة، وعملوا بتنسيق مباشر مع الفاتيكان، حتى خرجوا ببرنامج نبع من الواقع اللبناني لا من تصوّرات جاهزة.

كانت الروح التعاونية في عمل الشباب التطوعي لافتة. وقد وضعها جريش في يد الله الذي اعتبر "أنه يختار الأوقات والأزمنة والأشخاص ليعمل معهم". مضيفًا "كانت مسؤوليتنا الكبيرة أن يصل لبنان من خلال هذه الزيارة إلى قلب العالم. فلم يبق هذا حلمًا، بل صار حقيقة. وعندما رأينا كيف بني اللقاء بكل تفاصيله، شعرنا بفرح هو ثمرة "الأنا" التي نجحت بتقوية "النحن ".

هذه الروحية التشاركية بين الشباب كانت أيضًا أساسية في التقاط صوت الشبيبة بلا تنميط أو اختزال. وقد وجدت ترجمتها العملية في إحدى أبرز محطات التحضير للزيارة. إذ سبقها توزيع 1300 استمارة على مختلف الجماعات الكنسية، ملأها الشباب بانتظاراتهم وأسئلتهم. وقد وصلت كلها إلى الفاتيكان في ملف حُمّل أيضا بهواجس الشباب، وفقًا لما تشرحه يولاند سمعان منسقة لجنة الإعلام.

زيارة "تجمع" لا "تحشد"

لم يكن التحدي في تنظيم اللقاء مع الشبيبة إيمانيًا فحسب، بل كان تنظيميًا وإنسانيًا أيضًا، نظرًا لتنوّع البيئات التي ينتمي إليها الشباب المشاركون. فالاختلاف لا يقتصر على الرؤية أو الثقافة أو الإيمان، بل يشمل العامل الجغرافي، إذ إن "طريقة محاكاة الشباب في عكار تختلف عن بيروت". وهذا ما تطلّب وفقًا لسمعان جهدًا إضافيًا لفهم أسئلتهم وانتظاراتهم. فهل حقق اللقاء هدفه؟

تجيب سمعان: "بمجرد أن نجح لقاء بكركي في جمع الشبيبة من مختلف أنحاء الكنيسة الكاثوليكية، إضافة إلى الشبيبة الأرثوذكسية والشباب من غير الديانات المسيحية، فقد شكّل ذلك بحد ذاته إنجازًا. إذ إنه صحيح أن محور الاهتمام في كل الزيارة كان البابا وحده، إلا أن من اختاروا لقاء بكركي لا بد أن يكون لقاء الشبيبة قد عنى لهم شيئًا.

لا تشكك الشبيبة في الشهادة التي حملتها من هذا اللقاء. بل يقول جريش "عندما رأينا الشباب ينتظرون خمس ساعات والفرح مرسومًا على وجوههم، شعرنا بالتعزية، أن الكنيسة بخير، وإيماننا بخير".

"تقادم" من صميم وجع لبنان

في المقابل لم تكن تقدمات الشباب السبع أمام البابا، مجرّد طقوس دينية شكلية، بل تحولت رمزًا للتحديات والأزمات التي واجهها الشباب منذ العام 2019، وعكست تجارب الألم والصمود وأسئلتهم الوجودية. وهذا ما أكسب هذه "التقادم" بعدًا إنسانيًا ووطنيًا.

حاول الشباب بلقائهم مع البابا أن يرسخوا ذاكرة جماعية عالمية حول كل انكساراتهم كما إيمانهم بالنهوض مجددًا. وبهذا المعنى عبّر مجسم اليدين الذي قدم للبابا، عن يديّ الممرضة التي أنقذت طفلة بانفجار 4 آب وكانت صلاة لاكتشاف معنى المحبة الحقيقية. وربطت تقدمة بذور وسنابل القمح، بذاكرة التفجير بحد ذاته وصلاة لينمو الرجاء مجددًا في القلوب. بينما حضرت بزات الدفاع المدني والجيش وفوج إطفاء بيروت، كرموز لمن وقفوا بقلب الفوضى وأعطوا كمية حب كبيرة. وجواز السفر اللبناني كعلامة على جرح الهجرة المفتوح وصلاة لكي لا يفرغ الوطن من أولاده. وقطع الخشب والحجر كرمز للبيوت المهدمة في الحرب والتفجير وصلاة لبلسمة الجروح على كل الأرض اللبنانية. فيما شكّل الحجر الآتي من كنيسة يارون في جنوب لبنان، التي يزيد عمرها على 150 عامًا وتعرّضت للتهديم، تذكيرًا بمسيحيي الجنوب وبأهمية تثبيتهم في أرضهم، وربط الإيمان بالذاكرة والجغرافيا والوجود المستمر رغم الأزمات.

شهادات نبوءات

من ضمن خطوات التنسيق مع الفاتيكان التي يتحدث عنها جريش أيضًا، كان إرسال ثلاث شهادات للفاتيكان ليختار منها البابا اثنتين كي تتم تلاوتهما خلال لقائه بالشبيبة، ولكنه أصرّ على الاستماع إليها كلها. بل عاد وذكر أصحابها في كلمته أمام الشبيبة. في دلالة على الأثر الذي تركته هذه الشهادات فيه، وعلى قدرة التجربة الشبابية الصادقة على بناء مساحة تلاقٍ وتأثير متبادل بين البابا والشبيبة.

وصف البابا الشباب الذين قدّموا شهاداتهم في المقابل بأنهم "نبوءات لمستقبل جديد". خصوصًا أن هذه الشهادات كما تشرح فضول جسدت حقيقة تفكيرهم وروحه. "فأظهرت أن الانغلاق والخوف وبناء الجدران أمام الآخر لا يمكن أن تحمينا في مجتمعاتنا، ولا أن يؤمن السلام. وإنما السلام الحقيقي يبدأ بفتح الأبواب أمام الآخر، والتعرف إلى ما يحمله من خير، ومعرفة كيف نبني الخير معًا، لا أن نرفع الحيطان بوجه بعضنا بعضًا".

مسؤولية المشاركة والعمل معًا

هذه التشاركية بدت مستمدة في المقابل من صلب الروحية التي ميزت زيارة البابا ورسائله خلالها. ووفقًا لجريش، "فإن البابا وإن لم يُجب مباشرة على الأسئلة التي طرحها الشباب، لكنه قدّم إجابات ضمنية شاملة تُمكّن الشباب من استنباط خطط عملية لتحويل المبادئ الروحية إلى أفعال ملموسة، تعزز الصمود والأمل في المجتمع. فقد دعا إلى العمل المشترك، وإلى السلام بوصفه أسلوب حياة لا مجرّد شعار، وإلى المصالحة وتنقية الذاكرة والعودة إلى التاريخ، وإلى وطن متنوّع يجمع جماعات مختلفة بلغة واحدة هي لغة الرجاء. وشدّد على أن السلام لا يكون حقيقيًا إذا كان ثمرة مصالح شخصية، بل حين يتحوّل إلى ممارسة يومية قائمة على ما نريده للآخر كما لأنفسنا.

ويرى جريش أن هذه الرسائل وضعت الشباب أمام مسؤولية تحويل الإيمان من قناعة داخلية إلى التزام عملي في العلاقات والمجتمع.

بذور الرجاء زرعت... فمتى موعد الحصاد؟

ما استخلصته الشبيبة مباشرة من كلمة البابا أيضًا "أن العاطفة التي أشعلت شرارة اللقاء، لن تكون كافية لاستمرارية مفعولها التي تصنع التغيير". ومن هنا جاءت أهمية "النص". فكان لافتًا أن يطلب الشباب قراءة نص كلمة البابا، الذي عمم لاحقًا على الجميع. وهو نص ترى سمعان أيضًا أن مسؤوليته تقع على عاتق العلمانيين في الكنيسة للعمل عليه، كي لا تبقى الزيارة حدثًا عابرًا، بل مسارًا مستمرًا.

بالنسبة لسمعان "بذور الرجاء التي زُرعت في هذا اللقاء لم تكن تستهدف المسيحيين وحدهم. بل جمعت بكركي في هذه المحطة تحديدًا شبابًا من مختلف الطوائف". ورسالة البابا، كما يؤكّد جريش، كانت موجّهة إلى كل شباب لبنان، من أجل "قبول القريب والبعيد، ومدّ اليد إلى الصديق واللاجئ، والمغفرة للعدو"، وهي أمور صعبة لكنها ضرورية. ومن هنا، يرى جريش أن تطبيق خارطة طريق مشتركة يتطلّب قراءة مماثلة وتبنيها من جميع الطوائف، مع تعزيز المشاركة للعمل معًا من أجل الصمود والمصالحة وبناء المستقبل. مضيفًا "عندما يتحدّث البابا بلغة القلب، فإن القلب لا يميّز بين مسلم ومسيحي، لأن لغة القلب لا تعرف الانقسام، بل تقوم على المحبة والعمل المشترك".

ذكّرت مجمل محطات زيارة البابا شباب لبنان في المقابل، بأنهم رغم العواصف، ثابتون كالأرز في جذورهم. واستخدام البابا صورة شجرة الأرز، بث الأمل في نفوسهم بأن وطنهم سيزهر ويقوى، تمامًا كما ترمز الأرزة إلى جذور متينة وأغصان ممتدّة، تمثل المجتمع اللبناني بكل تنوّعه وحيويته. وأكّد أن الخير موجود، وإن عاش أحيانًا "بالخفاء"، داعيًا الشباب إلى رعاية هذه الجذور وإحياء الأمل في مجتمعهم.

ولكن أهم ما نتج عن اللقاء، أنه استعاد ثقة الشباب بذاتهم وببلدهم، بعد شعور عارم عاشوه في الفترة الماضية، بأن العالم تخلى عن لبنان.

في زمن الميلاد… وُلد الرجاء من جديد

بعد مغادرة البابا، لم تنتهِ مفاعيل الزيارة. فخبرة العمل المشترك التي خاضها 250 شابًا وشابة تحوّلت بحد ذاتها إلى إنجاز. يقول جريش: "لم نفكّر بتنظيم لساعة ونصف فقط، يظهر اللقاء بأفضل صورة، بل أدّينا شهادة المحبة التي تجعلنا قادرين على العمل معًا رغم اختلافاتنا. في أوقات كثيرة تعارضت أفكارنا، لكن مجرّد الجلوس والتفكير سويًا، رغم اختلاف البيئات والتكوين الثقافي والاجتماعي، شكّل غنى حقيقيًا وتجربة تعليمية فريدة".

أما على مستوى الحضور، فتحوّل اللقاء إلى ظاهرة غير متوقعة. فشكل مفاجأة مزدوجة، سواء من حيث حجم المشاركة أو من حيث التأثر المتبادل، إذ بدا البابا متفاعلًا بعمق مع الشباب. وقد عزا جريش هذا التفاعل إلى فضول الشباب تجاه بابا "أميركي" لم تكن صورته واضحة لديهم، وإلى الحاجة العميقة لمن يصغي إليهم بصدق. وعليه ،بدلًا من 12 ألف مشارك متوقع، بلغ العدد نحو 16 ألفًا، في مشهد فاجأ المنظمين. وبرز أيضا حضور نحو 1100 شاب وشابة من الاغتراب، من أميركا وأوروبا ودول عربية، بين هؤلاء، فيما تابع آخرون اللقاء عن بُعد. وكان هذا الحضور رسالة أعادت تقديم لبنان في مشهدية من الرجاء والقيامة، بكل ما حملته من فرح وموسيقى ورقص.

تصف سمعان الزيارة بأنها حوّلت الرجاء بالسلام من شعار إلى خبرة ملموسة. فتقول "الأمل بالسلام موجود. وأنا رأيت هذا السلام بوجه البابا". من هذا المنطلق، تشدد على أن الشبيبة مدعوّة اليوم لأن تكون "مرسلة"، سواء بقيت في لبنان أو حملت شهادتها إلى الخارج، لأن الرسالة، كما ترى "لا حدود جغرافية لها".

وتؤكد سمعان باسم الشباب بأن "لبنان يستحق أن يعيش السلام، وأن نعيش فيه كلنا بسلام".

أليس هذا المعنى العميق للإيمان بالولادة المتجددة التي حمل البابا لاوون رسالتها إلى لبنان؟