المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
السبت 26 تموز 2025 13:13:23
شكلت زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون للبحرين، منحى إيجابياً في سياق عودة لبنان إلى الحضن الخليجي، وإن تكن ثمة إشكاليات حول مؤتمر الدول المانحة والدعم الذي سيأتي إلى لبنان، ولا سيما من دول الخليج، باعتبار أن هناك تحفظا عن السلاح وربطا للاستثمارات بتسيلمه. لكن اللافت أن ملك البحرين حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، كرم رئيس الجمهورية اللبنانية بإعلانه إقامة بعثة دائمة لمملكة البحرين في بيروت، وهو ما يحمل أكثر من دلالة.
ماذا عن هذه البعثة؟ وما مهماتها ودورها؟ وهل هي سفارة أو قنصلية أو لفتة بحرينية في سياق تفعيل العلاقة؟
مصدر مقرب من وزير الخارجية جو رجي قال لـ"النهار": "الجميع يدرك أنه سبق أن حصل توتر في العلاقة بين لبنان ومملكة البحرين إثر كشف خلية لـ"حزب الله" في المملكة، ما أدى يومها إلى سحب السفير وبقاء قائم بالأعمال، في حين تولى السفير السوري المصالح اللبنانية".
وأضاف: "في عهد الرئيس عون، جاء وفد من مملكة البحرين للتهنئة وأظهر نية لإعادة فتح السفارة في لبنان، وهذا ما حصل خلال زيارة رئيس الجمهورية قبل يومين للمملكة، وقد كانت ناجحة، وبالتالي سيعاد فتح السفارة. وما قيل عن بعثة دائمة هو بمثابة سفارة، ودلالة على تفعيل هذه العلاقة على كل المستويات السياسية الاقتصادية الاستثمارية والثقافية. ثمة روابط قوية جداً بين لبنان والبحرين، وكلمة الملك لدى استقباله الرئيس عون تؤكد عمق هذه الروابط، ما يعني أن الأمور عادت إلى مجاريها وزالت الغيمة السوداء".
وخلص إلى أن "زيارة رئيس الجمهورية كانت ناجحة، والبحرين ستعود بقوة إلى لبنان على مختلف المستويات، بعد فتور لسنوات مع دول الخليج بسبب خلايا "حزب الله"، من العبدلي في الكويت، إلى تدريب الحوثيين وقصفهم المنشآت الحيوية في المملكة العربية السعودية، ثم خلية البحرين وما حصل في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وذكّر مصدر الوزير رجي أن "العلاقة متجذرة، وقد قالها في البحرين، وانقطاعها بالسياسة جاء بفعل فاعل، ولهذه العبارة أكثر من دلالة، فلبنان آنذاك لم يكن لديه القدرة على مواجهة من افتعلوا الإرهاب. فهو يرفض أي مس بسيادة البحرين، وقرار الحكومة إعادة وصل ما انقطع مع سائر دول العربية والخليجية لا رجوع عنه، وسيعيّن في وقت ليس ببعيد سفير للبحرين مقيم في بيروت.