المصدر: نداء الوطن
الكاتب: مايز عبيد
الثلاثاء 10 حزيران 2025 07:42:25
تعيش مدينة طرابلس ذيول نتائج الانتخابات البلدية التي جرت أخيراً، والتي أفرزت بنتائجها تشكُّل فريقين داخل المجلس البلدي، كل منهما على طرف نقيضٍ من الآخر.
فالانتخابات البلدية في طرابلس والتي تمت بـ 6 لوائح متنافسة، جاءت نتائجها على الشكل الآتي: فاز 12 عضواً من لائحة "رؤية طرابلس"، و 11 عضواً من لائحة "نسيج طرابلس"، بالإضافة إلى عضو واحد من لائحة "لطرابلس ونهضتها". ولأنّ كل فريق يعتبر نفسه هو الأصلح والأقدر على خدمة المدينة، يرى متابعون "أن الثقة بين كلا الفريقين منعدمة، والاتهامات المتبادلة أكبر دليل. والثقة هي العامل الأساسي نحو الانطلاق بعمل بلدي منتج. وهذا ما حصل بالضبط بعد صدور نتائج الانتخابات، حيث قدّم أعضاء لائحة (نسيج طرابلس) ومعهم العضو الوحيد من لائحة (لطرابلس ونهضتها) استقالاتهم في المرحلة الأولى إلى محافظ الشمال بالوكالة إيمان الرافعي.
في هذه الأثناء، يسيّر الرئيس المنتخب للبلدية عبد الحميد كريمة شؤون البلدية، ويأمل أن يتمكّن في الربع الساعة الأخير الفاصل عن الاستقالة الثانية، من إقناع أحد الأعضاء أو أكثر من بين الأعضاء الـ 12 المستقيلين بالعدول عن قرارهم، ما يسمح للمجلس البلدي الجديد بإكمال مهامه بحسب القانون ويسمح له أن يبقى رئيساً لبلدية طرابلس. وإذا لم يتمكّن كريمة من ذلك، فإنّه متى تصبح الاستقالات نافذة ولم يحصل تراجع عنها لسبب ما، فإن وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، سيتوجّب عليه أن يصدر القرار القاضي بحلّ مجلس بلدية طرابلس، وتكليف الرافعي بإدارة شؤون البلدية. وقد يتّجه وزير الداخلية أيضاً إلى تحديد موعد للانتخابات الفرعية، في غضون شهرين من تاريخ تقديم الاستقالات الجماعية بحسب ما نقل عنه أعضاء لائحة "نسيج طرابلس".
وترى أوساط متابعة، أنه من الآن حتى ذلك الحين، سيبقى المجلس البلدي في طرابلس مكبّلاً، ولن يقدّم أي جديد عن المجالس السابقة والتي اتّسمت سنيها بالفشل. وستكون إنتاجيته معدومة، في وقتٍ كانت تنتظر فيه طرابلس أن يأتي المجلس البلدي الجديد منسجماً، وأن يجلب معه الحل للكثير من المشاكل التي تتخبّط بها المدينة. تتابع الأوساط، وتقول: "الأمور ستعود إلى نقطة الصفر. وفي ما خص الطرفين المتخاصمين، فإن الهوّة تزداد بينهما يومًا بعد يوم، وعليه قد تشهد الانتخابات البلدية مفاجآت جديدة غير متوقّعة، لأن الطرابلسيين مستاؤون من كل ما حصل وقد ينقلبون على كل هذا الواقع أو يُحجمون عن التصويت بالكامل، لا سيما وأن الانتخابات البلدية في حال جرت، ستكون على مشارف أشهر من انتخابات نيابية تستعد لها القوى السياسية".
وفي هذا السياق يقول عضو المجلس البلدي ورئيس لجنة البيئة السابق في بلدية طرابلس الدكتور جلال حلواني في حديث لـ "نداء الوطن": "نأمل بأن يحمل الطامحون للانتخابات بأنواعها، المشاريع الحقيقية التي تخدم المدينة وتدفع نحو نهضتها، والأمل الأكبر هو في الحكومة الحالية المكتملة الأوصاف الدستورية، لا سيما في هذه السنة المتبقية من عمرها، أن تبدأ وبسرعة، بإطلاق المشاريع التنموية التي تنعش مدينة طرابلس. فالمدينة تحتاج إلى سلسلة مشاريع إنمائية تدعم نموها وازدهارها، ولا بدّ من خطوة حكومية جدية بهذا الخصوص وألا تبقى الدولة غائبة عنها".