المصدر: المدن
الأحد 20 تموز 2025 20:50:22
أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يزال مستعداً للتحرك نحو تسوية سلمية" في أوكرانيا، مشيراً إلى أن تحقيق الأهداف الروسية يبقى "الغاية الأساسية" لموسكو. جاء ذلك في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي الروسي مساء الأحد، في ظل تصاعد غير مسبوق للهجمات الروسية والأوكرانية المتبادلة، وتزايد الضغط الدولي لدفع الطرفين نحو اتفاق.
وقال بيسكوف، في المقابلة التي أجراها الصحافي بافيل زاروبين: "لقد أعرب الرئيس بوتين مراراً وتكراراً عن رغبته في التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية في أقرب وقت ممكن. إنها عملية طويلة وتتطلب جهداً وليست سهلة"، مضيفاً أن "الأمر الرئيسي بالنسبة لنا هو تحقيق أهدافنا. أهدافنا واضحة".
وتشترط موسكو للسلام اعتراف كييف بالسيطرة الروسية على أجزاء واسعة من دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى فرض قيود مشددة على حجم الجيش الأوكراني وعلاقاته العسكرية مع الغرب.
ترامب يلوّح بالعقوبات
في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن موقف أكثر صرامة تجاه موسكو، متعهداً بتقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف تشمل منظومات "باتريوت" الصاروخية، ومنح روسيا مهلة 50 يوماً للموافقة على وقف إطلاق النار، وإلا "فستواجه عقوبات إضافية صارمة".
في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده أرسلت إلى موسكو عرضاً لعقد جولة جديدة من محادثات السلام خلال الأسبوع المقبل، بعد فشل الجولة السابقة في إحراز أي تقدم.
وقال زيلينسكي: "يجب بذل كل ما في وسعنا لتحقيق وقف إطلاق النار"، مضيفاً: "على الجانب الروسي أن يتوقف عن التهرب من القرارات". كما أعرب عن استعداده لعقد لقاء مباشر مع الرئيس بوتين، معتبراً أن "الاجتماع على مستوى القيادة ضروري لضمان السلام الحقيقي – السلام الدائم".
وبحسب زيلينسكي، فإن رستم عمروف، رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني ووزير الدفاع السابق، هو من تولى إرسال العرض إلى موسكو. وكان عمروف قد ترأس الوفد الأوكراني في جولتي مفاوضات السلام التي جرت في إسطنبول بين أيار/ مايو وحزيران/ يونيو الماضيين، وأسفرت فقط عن اتفاقات جزئية لتبادل الأسرى وإعادة جثامين الجنود القتلى.
380 ضربة روسية
ورغم الحديث عن التسوية، صعّدت روسيا من عملياتها العسكرية، حيث شنت سلسلة غارات جوية استهدفت نحو 12 مدينة وبلدة أوكرانية. وأعلنت أجهزة الطوارئ مقتل امرأة وإصابة عدة أشخاص، بينهم أطفال، جراء إصابة مبنى سكني في مدينة أوديسا الساحلية.
بالتوازي، ردّت أوكرانيا بهجمات بطائرات مسيرة استهدفت العاصمة الروسية موسكو ومحيطها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 364 طائرة مسيرة خلال 24 ساعة، بينها 23 فوق منطقة موسكو وحدها. وأجبرت هذه الهجمات أربعة مطارات كبرى في موسكو على تحويل مسارات 134 رحلة، وفقاً لهيئة الطيران الروسية.
كما تسببت شظايا الطائرات المسيرة باندلاع حرائق في أحياء سكنية بموسكو، وأصابت امرأة في منطقة روستوف، حيث تأثرت خطوط السكك الحديدية وتعطلت حركة 50 قطاراً.
من جهتها، قالت كييف إن هذه الهجمات تهدف إلى "عرقلة الإمدادات العسكرية الروسية"، مشددة على أن الأضرار التي تلحق بالمدنيين الروس "لا تقارن بالخسائر البشرية والبنية التحتية التي تُمنى بها أوكرانيا يومياً".
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية بيلا هورا في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، دون أن تؤكد مصادر مستقلة هذا الادعاء.
بالمقابل، أفاد رئيس شركة السكك الحديدية الأوكرانية، أوليكساندر بيرتسوفسكي، بحدوث "زيادة حادة" في استهداف القطارات المدنية الأوكرانية خلال الأسبوع الأخير، مع تركيز واضح على القطارات التي تنقل الفحم.