بوعبود: سلاح حزب الله لم يستطع حماية لبنان وسقطت وظيفته

اعتبرت عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب المحامية جويل بو عبود، أن ثورة 17 تشرين حُفرت في ذاكرة اللبنانيين وغيّرت المفاهيم وكسرت الحواجز تجاه حزب الله حين بدأت المواجهة الشعبية، بالإضافة إلى أنها كسرت الحواجز تجاه المنظومة السياسية وطريقة العمل السابقة لجهة الفساد واللاعقاب، مشيرة الى أن الانتصار الفعلي لثورة 17 تشرين هو التغيير الجذري في ذهنيّة الشعب اللبناني.

بوعبود وفي حديث ضمن برنامج hashtag  بيروت عبر منصة ELsyasa Plus، أشارت إلى أن الجوّ التغييري في البلد تكرّس في نفوس المواطنين ولكن لم يتبلور بشكل مباشر ومستدام على الصعيد السياسي لأنّ النواب التغييريين لم يستطيعوا تشكيل كتلة واحدة نظرًا لخلفياتهم المختلفة.

وقالت: "البلد مقسوم عموديًّا بين السياديين وغير السياديين، أي بين من يعتبر أنّ على الدولة أن تفرض سلطتها وهيبتها على كامل الأراضي اللبنانية، وبين من يعتبر أنّ سلاح حزب الله هو فوق الدولة".

ولفتت إلى أن "المنطق الذي من خلاله يحاول الممانعون مواجهة السياديين به، سقط، وإسرائيل عدوّ للبنان، وكلّ الاعتداءات هي على لبنان وشعبه قبل أن تكون على حزب الله، وهي مُدانة، ولكن، في المقابل، نقول لحزب الله إنّ هذا السلاح لم يَحمِك من إسرائيل، بل جرّها مرّة جديدة لإعادة اعتداءاتها".

وقالت: "موضوع تسليم حزب الله لسلاحه يجب أن ينتهي، ليس لصالح إسرائيل، إنما لصالح لبنان، فلا يمكننا بناء دولة بوجود سلاح غير شرعي يدخلنا في مغامرة جديدة."

 

وأضافت: "أصبح من المؤكد، من خلال التصاريح الرسمية، أن هناك كمية كبيرة من السلاح تم تسليمه، والجيش يعمل وفق خطته، ولكن، السؤال يُطرح لحزب الله: إذا سلّمت سلاحك في الجنوب، ماذا بقي من مقاومتك لإسرائيل؟ ولماذا تريد أن تُبقي على أسلحتك شمال الليطاني؟"

ولفتت بو عبود إلى أن "حزب الله لا يتعاون مع الجيش، إنما لا يواجهه لعدّة اعتبارات، ولو صحّ الحديث عن تعاونه، لكان قد اتّفق مع الجيش على طريقة تسليم هذا السلاح مع جدول زمني".  

وقالت: "لا يمكننا تصديق كلّ ما يقوله حزب الله، فبعد كلّ ما حصل، تبيّن أنّه لم يكن قادرًا على تحقيق أهدافه تجاه إسرائيل، وما يقوم به اليوم هو إنكار ووهم جديد، وهو غير قادر على إعادة بناء قدراته العسكرية، وهذا الأمر في الأصل غير مسموح داخليًا وخارجيًا."

أضافت: "موضوع حزب الله يتخطّى موضوع لبنان – إسرائيل، أي إنّ مواجهة الأميركيين مع حزب الله ليست فقط "أمن ومصلحة" إسرائيل، إنّما تتعلّق بتدخّله في أميركا الجنوبية من خلال دعم خصوم ترامب وكارتلات المخدّرات، أمّا في الداخل، فما يعنينا هو إقامة دولة فعلية لا تقوم بوجود سلاح غير شرعي".

وأكدت بو عبود أن "نسبة كبيرة من اللبنانيين تريد تسليم السلاح، وهو الحزب الوحيد الذي يرفض ذلك، وخاصة بعد سقوط اتفاق مار مخايل مع التيار الوطني الحر، وسؤال رئيس حزب الكتائب في مجلس النواب أكد أن أغلبية النواب مع تسليم هذا السلاح."

وتابعت: "على حزب الله الاعتراف بفشله دون تحميل الدولة مسؤولية فشله، وأمام الدولة اللبنانية إعتماد الدبلوماسية لمواجهة إسرائيل من خلال تضامن داخلي ودولي، على غرار ما حصل في غزة."

واضافت:" المشكلة بمحور الممانعة أنه يعتقد أنه بإمكانه إخافة اسرائيل بصاروخ، ولكن هل الهدف أن يكون لدينا صواريخ تخيف اسرائيل فقط ويبقى البلد في حالة غيبوبة غير قادر على تطوير اقتصاده واستقطاب الاستثمارات؟، الهدف ليس الاستمرار في إخافة اسرائيل إنما الوصول الى وضع مستدام يعيش لبنان فيه بسلام ويستثمر بمقدراته الداخلية وبكل مقوماته البشرية. نحن لا زلنا نستغرب إجرام اسرائيل التي ليس لديها أي خطوط حمر خصوصًا بعدما شهدناه في غزة من تجويع الناس، في حين يجب أن نحمي لبنان من اسرائيل".

ولفتت الى أن سلاح حزب الله لم يستطع حماية لبنان وسقطت وظيفته، مضيفة:" الطموح التوسعي لدى اسرائيل ليس جديدًا وكذلك الوضع في سوريا، ولكن هذا لا يعني أن كل بلد لديه طموح توسيعيّ يمكنه تحقيقه، فالاجماع العربي غير موجود يمنعها من التوسع، كما انه ليس لديها أي طموح لاحتلال لبنان والا لما كانت انسحبت على العام 2000، وتبين أن قدرات حزب الله العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية بعيدة عن قدرات اسرائيل بحسب الوقائع والدراسات، والتالي علينا إيجاد بديل عن السلاح لمواجهة العدو".

وردًا على سؤال، قالت: " اسرائيل ستستمر بتدمير قدرات حزب الله العسكرية ليصبح مصيره كمصير حماس، ولكن نحن نقول للحزب أنه غير مضطر للوصول الى هذه المرحلة والتعرض للمزيد من الاغتيالات وتدمير لجنوب لبنان ونطالبه بالعودة الى الدولة للضغط بكل الوسائل الدبلوماسية مع الحلفاء على اسرائيل".

وعن السلام مع اسرائيل، قالت:" نحتاج لمفاوضات مع اسرائيل كما حصل بموضوع ترسيم الحدود البحرية لوقف اطلاق النار، ومن ثم يتم العمل بحسب ما تقتضي المصلحة الوطنية إما العودة الى اتفاقية الهدنة أو مبادرة بيروت للسلام عام 2002، شرط  أن تكون كرامة لبنان محفوظة وموارد لبنان وحدوده لبناء واقع مستدام، على حزب الله قراءة الواقع والمستجدات لا يمكنه البقاء في حالة الانكار رأفة بالشعب اللبناني".

وعن السلاح الفلسطيني، قالت:" تم تسليم السلاح في 6 مخيمات بالكامل، أما سلاح حماس فلم يسلّم بعد لانه مربوط بفلسطين ومربوط بسلاح حزب الله، وطالما لم تحل مسألة سلاح الحزب لن تسلم حماس سلاحها، ولكن السلطة الفلسطينية ابدت رغبتها بتسليم السلاح في حين هناك رفض من مسؤولي الحزب على تسليمه".

وتعليقًا على كلام الرئيس الاميركي الايجابي في الكنيست عن لبنان والرئيس جوزاف عون، قالت:" تصريح ترامب عن عون رسالة قوية، يمكن قراءتها في اتجاهين، الاول أنه شد على يده في مسار تسليم سلاح وهذا امر ايجابي يوقف التشكيك بدور الجيش والرئيس عون بموضوع التسليم، ومن جهة اخرى يقول له ان هذا المسار يجب ان يستمر".

وتابعت:" لا أحد يريد المواجهة مع حزب الله ولكن لا عودة الى الوراء، وسلاح الحزب سيسلم وليس لدينا ترف الوقت، وتقرير الجيش أكد ان هناك حوالى 4 آلاف موقع جرى تسليمه".

وردًا على سؤال، قالت:" بعد وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني كل اللبنانيين بمن فيهم حزب الكتائب ورئيسه دعوا حزب الله الى الانخراط في الدولة وطرحنا مؤتمر المصارحة والمصالحة لانهم لبنانيون سيبقوا في لبنان وسيتم التعاطي معهم تحت سقف الدولة بمساواة، نحن نقول لحزب الله لا نريد أن تعيش ما عشناه في السابق، والدخول الىالدولة تتطلب القبول بشروطها أي تسليمها السلاح".

وأضافت:" اليوم حزب الله في تخبط فمن جهة يرفض تسليم السلاح ومن جهة أخرى يسلم سلاحه في جنوب الليطاني يوميًا وبالتالي خطابه منفصل عن الواقع الذي سينتقل الى شمال الليطاني وكل الاراضي اللبناني، ونتمنى أن يبقى التحالف الدولي لمصلحة سيادة لبنان".

وأشارت الى أن حزب الله يعتقد أنه أقوى من الدولة ومن اللبنانيين وتحداها في مسألة إضاءة صخرة الروشة، لانه لم يعتد المشهد والمسار الجديد، لافتة الى أنه يجب إقفال كل المؤسسات التي تربي الاجيال الجديدة على الانتماء للخارج.

وعن الانتخابات النيابية المقبلة، قالت:" لسوء الحظ الواضح اليوم أن قانون الانتخاب لا يزال نفسه ولا نيه لتغييره، وحزب الكتائب هو الحزب الوحيد الذي صوت ضده، والمشكلة اليوم هي بتصويت المغتربين خصوصًا وان رئيس مجلس النواب لم يعرض الاقتراحات المقدمة من النواب على الهيئة العامة، اليوم هناك حراك لتقديم الحكومة مشروع قانون وعرضه على مجلس النواب، سياسيًا لا أحد يتحمل ارجاء الانتخابات، وعن التحالفات نحن نتواصل مع كل الاحزاب".