بيان صادر عن سفارة أوكرانيا في لبنان

وزعت سفارة أوكرانيا في لبنان مقالة، اشارت فيها الى ان "اوكرانيا هي صومعة حبوب العالم. وقد احتلت مكانة رائدة في تصدير الحبوب منذ السنوات الأولى لاستقلالها. وهي تعتبر بجدارة شريكًا وموردًا موثوقًا به، وقد أنقذت فعليًا بلدان إفريقيا وآسيا من المجاعة، وهي تصدّر الحبوب إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا. إلا أنه، مع بدء الحرب الروسية الشاملة ضد أوكرانيا، أصبح توريد الحبوب مستحيلاً، ليس فقط بسبب الأعمال العدائية، ولكن بسبب اغلاق الموانئ، حيث منعت القوات الروسية الوصول إلى موانئ البحر الأسود، التي تُصدّر منها الحبوب الأوكرانية إلى جميع أنحاء العالم".

ولفتت المقالة الى انه "ومن أجل تجنب أزمة الغذاء العالمية، وقّعت أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في 22 تموز 2022 في اسطنبول، على "اتفاقية الحبوب" بشأن فك الحصار عن موانئ أوديسا وتشورنومورسك والميناء الجنوبي "بيفديني"،  وعلى تصدير الحبوب الأوكرانية من خلال ممر انساني متفق عليه باتجاه اسطنبول، ثم منها الى دول افريقيا والشرق الاوسط وغيرها المناطق. كذلك وقّعت روسيا على اتفاقية مماثلة.

في الوقت نفسه، وبعد تهديده الدائم بخرق الاتفاقات التي تم التوصل إليها، أعلن الكرملين في 17 تموز 2023،  انسحابه من مبادرة حبوب البحر الأسود وأعلن سحب ضمانات سلامة الشحن البحري بموجب هذه الاتفاقية.

نتيجة لذلك، تحاول روسيا بوتين استخدام الجوع كسلاح لها على المسرح الدولي. من خلال أفعاله، وضع الكرملين الرئيس التركي أردوغان، الذي أكد مؤخرًا علنًا أنه قد اتفق مع بوتين على استمرار "صفقة الحبوب"، في موقف محرج . لقد خلقت روسيا تهديدًا حقيقيًا بحدوث مجاعة في إفريقيا، وذلك قبل 10 أيام من الإعلان عن بدء قمة "روسيا وأفريقيا" في سان بطرسبرغ. وهذه صفعة أخرى على وجه القادة الأفارقة، بعد الهجوم الصاروخي على كييف خلال زيارتهم لها في 16 حزيران من هذا العام. رد الفعل الأفضل من جانبهم كان يجب أن يكون رفض المشاركة في القمة. الاتحاد الروسي يستحق عقوبات وعزلة عالمية. فتهديدات روسيا ليست مجرد كلمات: السفن الحربية الروسية تزرع ألغامًا بحرية وتطلق صواريخ على السفن التجارية التي تبحر من أو إلى الموانئ الأوكرانية، بغض النظر عن العلم الذي ترفعه."

في الوقت نفسه، لا تتخلى أوكرانيا عن "اتفاقية الحبوب" الخاصة بها مع تركيا والأمم المتحدة وهي تعتمد على الدعم الدولي لاستمرار تشغيل الممر البحري حتى بدون مشاركة الاتحاد الروسي. إن دعوات أصحاب الدعاية الروسية لشن هجمات فورية على البنية التحتية للموانئ الأوكرانية لن تخيف أوكرانيا، وستتلقى الاستفزازات الإرهابية المحتملة ردًا عسكريًا وسياسيًا مناسبًا.

طالما أن السفن معطلة، فإن 278 مليون شخص من سكان القارة الافريقية يتضورون جوعا بسبب تقلبات الحرارة والمناخ والجفاف. في آسيا - ما يقرب من ضعف هذا العدد - 425 مليونًا. وتجدر الإشارة إلى أنه لغاية تاريخ 19/07/2023، في إطار مبادرة حبوب البحر الأسود، تمكنا من إرسال أكثر من 32.9 مليون طن من الغذاء من موانئ أوكرانيا، مما جعل من الممكن تثبيت الأسعار في السوق العالمية ومنع حدوث أزمة غذائية واسعة النطاق. بالنسبة للبنان، فقد كانت حصته من توريدات الحبوب والغذاء: 98400 طناً خلال فترة سريان "اتفاقية الحبوب": (ذرة 54457 طناً - قمح - 34100 طن - فول الصويا 6850 طناً - زيت دوار الشمس 2973 طناً )".