المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الخميس 25 أيلول 2025 16:15:34
أعلنت موسكو أمس أن ليس بإمكان كييف استعادة الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي، بخلاف ما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس، مشددة على أنها تنوي مواصلة هجومها المستمر في أوكرانيا منذ العام 2022.
فبعدما شدد ترامب لفترة طويلة على أن موسكو مهيمنة عسكرياً، بدّل الرئيس الأميركي موقفه على نحو مفاجئ، معتبراً أن أوكرانيا قادرة على استعادة كل أراضيها من روسيا، "وربّما الذهاب أبعد من ذلك"، ووصف روسيا بأنها "نمر من ورق" يبدو قويًا لكنه ليس كذلك، والذي سرعان ما ردّت عليه الكرملين بأن "روسيا ليست نمرًا بل دب حقيقي".
ورغم تبني الرئيس الأميركي لهجة أكثر إيجابية تجاه أوكرانيا، بدا كأنه ينأى بنفسه عن الصراع الذي كان وعد سابقا بحلّه خلال 24 ساعة، وتمنّى "حظًا موفقًا للجميع".
فكيف يمكن قراءة موقف ترامب؟ وهل من نهاية قريبة للصراع الروسي – الاوكراني؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "تفكير ترامب مختلف عن غيره من السياسيين ويعمل بطريقة غير كلاسيكية ويعتبر ان إخافة الآخرين تدفعهم للاستجابة الى مطالبه، إلا أن هذه الطريقة دفعت الى خلق تحالفات بين البلدان لمواجهته والتجمع ضد الولايات المتحدة الاميركية".
أما بالنسبة للصراع الاوكراني – الروسي، فيشير الى ان "ترامب تباهى أن بإمكانه حلّ الأزمة حتى قبل وصوله الى السلطة، ولاحقًا تبيّن أن كل هذا الكلام مبالغ فيه، حتى أن كل القرارات التي أطلقها ترامب لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجدّ. فقد أعلن عن نيته الانسحاب من حلف شمال الاطلسي "الناتو" لكنه لم يفعل لأن هدفه الحقيقي كان دفع الدول الأعضاء الى زيادة مساهماتهم المالية. كما صرّح بأنه يريد استعادة قناة بنما لأن الولايات المتحدة الاميركية هي من أنشأتها، إنما هدفه الحقيقي كان تخفيض الرسوم عن بلاده عند استخدام القناة ورفع التكلفة على الصين. وكذلك الامر بالنسبة لغرينلاند عندما قال إنه يريد شراءها بينما كان هدفه توسيع القاعدة الاميركية هناك".
ويلفت الى ان "ترامب وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاحتفاظ بكل الاراضي التي احتلها من اوكرانيا مقابل وقف القتال، إلا ان بوتين لم يفِ بوعده، فعاد ترامب وبدّل رأيه معتبراً ان بإمكان الولايات المتحدة مساعدة الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي لربح الحرب. هذه طريقة عمل ترامب، تقوم على التهديد، إلا ان كل التهديدات الماضية لم تتحقق وهذه أيضًا لن تتحق".
ويعتبر طبارة ان "حرب اوكرانيا ستتواصل لأن بوتين لن يتنازل لأوكرانيا عن هذه المنطقة التي خسر فيها مئات الآلاف من العسكريين، كما ان الاوروبيين من جهتهم يعتبرون ان بوتين احتل القرم ولم تحرّك اوروبا ساكنًا فتمادى واحتل اوسيتيا من جورجيا واليوم يحتل اوكرانيا، وبالتالي إذا سكتت اوروبا فسوف يطمع الرئيس الروسي أكثر ويحتل الدول المحيطة بروسيا والتي كانت سابقاً جزءاً من الاتحاد السوفياتي، وإذا لم تردعه اوروبا فلن يتوقف".
ويضيف: في المقابل، يعتبر بوتين ان الاوروبيين، عندما سقط النظام الشيوعي في روسيا وضعفت البلاد اقتصادياً مدة 10 سنوات، توسّع الاتحاد الاوروبي والناتو في هذه ىالفترة حتى وصلوا الى تخوم موسكو. لذلك فإن همّ بوتين خلق منطقة موالية له على حدوده. وبالتالي، هناك شكوك متبادلة بين روسيا وأوروبا.
ويختم طبارة مؤكداً ان "الامور ما زالت معلقة في اوكرانيا لأن الاوروبيين لن يعترفوا بانتصار بوتين، كما ان روسيا لن تقبل بالتراجع عن المناطق التي احتلتها، ولذلك ستطول الحرب بين البلدين وستبقى في حالة "ستاتيكو" ريثما يتمّ إيجاد حلّ لها".