بين هلع المواطنين وتطمينات المسؤولين: هذا واقع المحروقات والقمح والزيت

بين الهلع والتطمينات يعيش اللبناني بقلق دائم ممجوج بالخوف على المصير مغموراً بالضبابية التي تلف كل شيء في معيشته ويومياته... من البنزين إلى المازوت، فالقمح والطحين، وصولاً إلى الزيت وغيره من مقوّمات العيش.

 

في مشهديّة التهافت على محطات المحروقات لشراء البنزين والمازوت، على وقع التطمينات إلى توفّرهما، يكشف مصدر في وزارة الطاقة عبر "المركزية"، عن "وجود بواخر راسية في البحر مُحمَّلة بالبنزين والمازوت، تنتظر فتح اعتمادات من مصرف لبنان كي تبدأ بتفريغ حمولتها"، داعياً البنك المركزي "إلى الإسراع في الإفراج عن الاعتمادات لحلحلة أزمة المحروقات".

 

ويُلفت إلى أن "المخزون يكفي السوق المحلية شهراً، لكن تهافت المواطنين على شراء المحروقات أدى إلى احتكارها وتسبّب بهذه الأزمة، ما قد يقلّص من فترة المخزون".

 

وكان وزير الطاقة وليد فيّاض أعلن بعد لقائه اليوم في الوزارة وفداً من  شركات مستوردي النفط، أن "لا أزمة محروقات حالياً... الشركات أمّنت مصادر متعدّدة لتأمين البنزين والمازوت"، وطلب تعهّد شركات مستوردي النفط "بالتعاون في ما بينها لعدم إفراغ السوق من البنزين والمازوت".

 

وقال: كل شركة ستساعد في تسهيل استيراد بضاعة الشركة الأخرى تحسّساً لصعوبة الظرف.. لدينا مخزون، وبواخر ستصل قريباً، كما هناك اتفاقات معقودة مع الشركات لتأمين تزويد السوق بالبضاعة.

 

.. والطحين أيضاً موجود

 

 نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف يكشف لـ"المركزية" أن "هناك بواخر راسية في البحر وهناك وعود بأنه خلال 24 ساعة سيتم تفريغ ثماني بواخر قمح فور فتح الاعتمادات الخاصة بها"، ويُضيف: مع حمولة تلك البواخر والكميات الموجودة في المطاحن، يكون مخزون القمح يكفي نحو شهر ونصف الشهر وشهرين.

 

ويقول: هناك مساعٍ تُبذل من قِبَل لجنة الأمن الغذائي المؤلَّفة من بعض الوزراء وعلى رأسها وزير الاقتصاد والتجارة، مع المسؤولين المعنيين ومصرف لبنان، من أجل تأمين استيراد القمح من الولايات المتحدة والأرجنتين وأوروبا، تفادياً لخلق أي أزمة في السوق المحلية، واستمرار تأمين الخبز للمواطن.

 

 أما على صعيد تأمين الطحين غير المخصّص للخبز اللبناني، "فلم يصدر قرار رسمي بتوقيف تسليمه، بل بقي الموضوع مجرّد كلام في الإعلام فقط لا غير" بحسب سيف ويقول: أبلغنا وزير الاقتصاد اليوم أنه لن يصدر قراراً في هذا الموضوع لأنه سيخلق هلعاً لدى المواطنين ولن يحل المشكلة في نهاية المطاف لأنه سيرفع الطلب على الخبز اللبناني.  

 

ويعلن "على هذا الأساس، ستُعاود المطاحن اعتباراً من صباح غد تسليم الأفران الطحين المخصّص للخبز غير اللبناني بصورة اعتيادية".

 

ماذا عن الزيت؟

 

أما في ما خصّ المواد الغذائية المستوردة من أوكرانيا ولا سيما الزيت، فيُطمئن نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي عبر "المركزية" إلى أن "مخزون الزيت يكفي لشهر ونصف الشهر، ويدعو المواطنين إلى الهلع والاكتفاء بشراء حاجتهم من المادة وعدم التخزين"، معتبراً أن "هذا التهافت يخلق أزمة في السوق، فبدل أن تكفي المادة شهراً ونصف الشهر ستكفي عند التهافت بهدف التخزين، لمدة أقل بالتأكيد".

 

ويُشير إلى أن "لبنان يستورد اليوم الزيت من تركيا التي تستورده بدورها من أوكرانيا، وعندما تعجز عن ذلك ستستورد كما لبنان من أميركا الشمالية والجنوبية على سبيل المثال".

 

ويختم داعياً المواطنين إلى "عدم التهافت على رفوف السوبرماركات لأن الممواد وتحديداً الزيت لن ينقطع من السوق، سيتم تأمينه من مصادر عدة".