تأليف الحكومة أمام 3 احتمالات...زلزال المحكمة الدولية يتردّد والعين على لقاءين!

أطل الرئيس سعد الحريري في الذكرى الـ 16 لاغتيال والده كمن نال جرعة صمود، وتبين ان السجال الحاصل حول تأليف الحكومة في الظاهر هو بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، اما في العمق فـ"حزب الله" هو الاشكالية التي باتت على طاولة البحث لبنانيا واقليميا ودوليا، ومعظم الملفات ذات الصلة من هبات ومساعدات او مؤتمرات داعمة للبنان بندها الاول الواضح: لا يمكن الركون لاي حكومة يتمثل فيها حزب الله.

"الجناح العسكري والجناح السياسي"

وقد أشار مصدر ديبلوماسي مكلّف بمتابعة الازمة، الى ان كل الدول الغربية تخطت "الجناح العسكري والجناح السياسي"، حيث لدى الحزب كتلة نيابية تعكس حضوره ضمن النسيج اللبناني، الى ادراجه في الخانة العسكرية فقط. وهذا الموقف هو الترجمة السياسية للحكم الصادر عن  المحكمة الدولية.

وقال المصدر: ربما البعض لم يفهم الرسالة، فحين صدر هذا الحكم الذي اعتبر انه هزيل ولبنان تكبد مئات مليارات الدولارات على حكم بحق سليم عياش فقط... ولكن هذا الحكم واضح وصريح لجهة اتهام حزب الله بالاغتيال .

واضاف: لقد  قيل سابقا ان حكم المحكمة الدولية سيزلزل الكيان في لبنان وسيبدّل المشهد فيه، وهذا المسار قد بدأ، حيث هذا الزلزال لن يكون على شاكلة 7 ايار او حرب او احداث امنية او انفجارات...

وانطلاقا مما تقدم، تأتي اعتبارات عدم اعتذار الحريري، حيث اشار المصدر الى وجود خشية دولية من تكليف رئيس يتماهى مع الفريق الحاكم رئيس الجمهورية – حزب الله ومن خلفه ايران، وبالتالي يتم  تشكيل حكومة بضغط ايراني على غرار حكومات غزة والعراق سابقا.

3 احتمالات

والى اين سيتجه التأليف بعد كلمة الحريري؟ حدّد المصدر 3 احتمالات:

اولا: ان يعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة ، ما يعني اقفال بيت الوسط والصعود الى الطائرة، بـ ONE WAY TICKET وترك الساحة السنية ...  وهذا الاحتمال غير وارد على الاطلاق.

ثانيا: ان يقتنع عون بتشكيلة الـ 18 وزيرا التي قدّمها الحريري، ولكن الامر دونه عقبات، ابرزها ممانعة حزب الله لهكذا حكومة لا يضمن موقفها في المرحلة القادمة التي ستكون مثقلة بالتطورات القادمة على المستوى الاميركي الايراني، حيث الذين هللوا لرحيل الرئيس السابق دونالد ترامب تبين لهم في الترجمة العملية ان الرئيس جو بايدن يكمل المسار الاميركي الايراني. لا بل على العكس يرى بعض الديبلوماسيين ان ترامب كان يمكن ان يكون اقل تشددا من بايدن لانه كان يسعى – لو فاز في الانتخابات - الى تطوير الاتفاق النووي.

ثالثا: ان يستمر الحريري في هذا المنحى متذرعا ومتسلحا بالاحاطة السنية غير المسبوقة الى جانبه بدءا من دار الفتوى حتى آخر مسؤول سني، حتى المعارضة السنية القريبة من حزب الله تلوذ بالصمت حيث لا احد يستطيع تحمّل في الوقت الراهن تبعات الوقوف في وجه الحريري.

لقاءان

واذ اعتبر ان تمسك الحريري بعدم مشاركة الاحزاب موجه حصرا الى حزب الله، اشار المصدر الى ان مسار التأليف ما زال طويلا، الا اذا  فتحت كوة في الجدار من باب الاستحقاقات الدولية والإقليمية كبيرة جدا، في هذا الاطار ينتظر لقائين اساسيين:

اولا: لقاء بايدن والحبر الاعظم البابا فرنسيس.

وثانيا: لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان

بعد هذين اللقاءين قد تتقشع بوادر مخارج الازمة اللبنانية.

وختم المصدر: على اي حال، الفرملة الاميركية لاندفاعة المبادرة الفرنسية مستمرة،  وبالتالي مشهد اللقاء في قصر الصنوبر بين ماكرون او ممثل عنه مع موفد عن حزب الله لن يتكرر.