تجديد الحَجْر على الطريقة اللّبنانية وبلا أُفُق... فهل نُضطَّر الى فكّه ولو بلا احتواء كورونا؟!

ولكن الحَسْم هذا يبدو بعيداً جدّاً، ومن الممكن أن نصل الى مرحلة الإضطّرار الى بدء فكّ الحَجْر تدريجياً، كما هو حاصل في بعض البلدان حالياً، لأسباب إقتصادية، وذلك دون الوصول الى ملموس أكيد حول احتواء الفيروس بالكامل.

شفافية...

الحقيقة تحتاج الى بعض الشفافية لقولها. فحلّ الأزمة الوبائية بحسب بعض الخبراء حول العالم لن يكون إلا على مستويَيْن، أوّلهما إيجاد لقاح، وهذا الأمر لا يزال بعيد التحقُّق. أما ثانيهما، فهو تفشّي الفيروس بين أكبر عدد ممكن من النّاس، وهو ما قد يمكّن من الوصول الى المناعة الفعلية عليه، حتى ولو ارتفعت نسبة الوفيات.

ووسط استحالة اتّخاذ أي قرار فعلي في لبنان، يبدو أن تجديد الحَجْر المنزلي يتمّ على الطريقة اللبنانية المعتادة، أي بلا أُفق واضح، فيما تتضارب الآراء الطبية بين من يقول إننا نسير على الطريق الصّحيح، وبين من يؤكّد أن العمل يشوبه الكثير من الثغرات، لا سيّما أن بلداناً أخرى، يبلغ عدد سكانها ربع أو ثلث عدد سكان لبنان، تمّ الى الآن إجراء الفحوصات اللّازمة للناس فيها، بنسبة تفوق أربعة أضعاف، كميّة الفحوصات التي أُجريَت في لبنان، حتى الساعة.

الحُكم؟

شدّد عضو تكتّل "لبنان القوي" النائب الدكتور ماريو عون على أن "الحكومة لم تقصّر في أي إجراء الى الآن. فضلاً عن أن وضع لبنان على الصعيد الوبائي يبقى أفضل من أوضاع بلدان أخرى، ولا يمكن القول إن "كورونا" مُنتَشِر لدينا في شكل قويّ ومخيف".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحُكم على الأمور يُصبح أفضل بعد وصول الطائرة الأخيرة التي تقلّ لبنانيين من الخارج، وذلك لنراقب تطوّر أعداد المصابين، إذا كانت ستظلّ ثابتة، أو إذا ما كانت ستنخفض أو تزيد. وهذا سيمكّننا من معرفة كل ما يلزم، ومن استشراف مرحلة الخروج من الوباء بالكامل".

وأوضح أن "الإضطّرار الى اتّخاذ بعض الإجراءات التي تتعلّق بعَدَم السّماح بالدّخول والخروج من بعض المناطق، يرتبط بواقع أن الوباء يُمكنه أن يتفاعل أكثر لا سمح الله، في ما لو لم يتمّ السّير بها. والتعاطي مع الأمور في هذا السياق، ينطلق دائماً من واقع البحث عمّا هو أفضَل وأسلَم للناس".

مساعدات...

وأكد عون أن "الإرتكاز الأساسي ينحصر بوعي المواطنين، وبعَدَم خرقهم قرار "التعبئة العامة"، لأن وعيهم هو الذي يُساهم في التعجيل بالخروج من الأزمة. وفي هذا الإطار، نذكّر بأن لا ضرورة للخوف من الفقر والجوع، لا سيّما أن الدولة ستبدأ بتوزيع المساعدات، وهذا سيساعد كثيراً. بالإضافة الى أن البلديات والمراجع السياسية في المناطق كافّة تقريباً، تساهم في توزيع المساعدات أيضاً، تسهيلاً لتمرير المرحلة الصّعبة على الجميع".

وردّاً على سؤال حول إمكانية الإضطّرار الى فكّ الحَجْر التدريجي، حتى ولو لم يتمّ احتواء الوباء، أجاب:"تخفيف الحَجْر سيكون تدريجياً في كل الأحوال، ولن يشمل كلّ القطاعات دفعة واحدة".

وأضاف:"الحكومات تخفّف من إجراءات الحَجْر الصحي، بعدما تكون اطّلعت على البيانات التي تُظهِر تطوّر الوباء، على مستوى الإنتشار أو الإحتواء".

وختم:"ننتظر ونراقب تطوّر الأمور في لبنان. وبحسب الخطّ الذي نسير فيه، لا أستبعد أن نكون في وضع جيّد لبدء فكّ "التعبئة العامة" تدريجيّاً، في منتصف أو أواخر أيار".