تجربة يانوح: الشرعية أقوى من الصواريخ!

أوضحت قيادة الجيش في بيان مسهب الاحد ما جرى في يانوح نهاية الأسبوع، فأشارت الى أنه و"في إطار التنسيق بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية، أجرى الجيش تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح بموافقة مالكه"، فتبيّن عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخل المبنى، وبعدما غادر الجيش المكان، وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وَرَد تهديد بقصف المنزل نفسه، فحضرت على الفور دورية من الجيش وأعادت تفتيشه من دون العثور على أي أسلحة أو ذخائر، فيما بقيت الدورية متمركزة في محيط المنزل منعًا لاستهدافه".

وقدّرت قيادة الجيش "عاليًا ثقة الأهالي بالمؤسسة العسكرية، ووقوفهم إلى جانبه وتعاونهم أثناء أدائه لواجبه الوطني، كما تعرب عن شكرها العميق للجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية التي قامت بالاتصالات اللازمة بالتنسيق مع قيادة الجيش، وأدت دورًا أساسيًّا من أجل وقف تنفيذ التهديد". واعتبرت أن "هذه الحادثة تثبت أكثر من أي وقت مضى أن السبيل الوحيد لصون الاستقرار هو توحيد الجهود والتضامن الوطني الجامع مع الجيش، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الميكانيزم وقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" في مرحلة صعبة تستلزم أقصى درجات الوعي والمسؤولية".

يدل ما حصل في يانوح على ان الجيش اللبناني والشرعية التي يمثلها، "يحميان" اللبنانيين وقادران على تأمين غطاء واف لحماية اللبنانيين وممتلكاتهم، خاصة في ظل علاقة المؤسسة العسكرية، الوطيدة، بالشرعية الدولية، الممثلة بلجنة الميكانيزم وقوات اليونيفيل، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية".

هاتان الشرعيتان، عبر تجربة يانوح، أثبتتا انهما أقوى من التهديدات الإسرائيلية ومن الالة العسكرية الإسرائيلية، وقد تمكنتا من ردعها فعليا، السبت، فكانتا أفعل من صواريخها وصواريخ الحزب.

وبالتالي، تتابع المصادر، هذا النموذج مشجع ومبشر. ففي المرحلة المقبلة، ومع انتهاء الجيش اللبناني من عملية حصر السلاح في جنوب الليطاني في الايام المقبلة، وتواجده بقوة اكبر في هذه المنطقة، سيصبح من الاسهل عليه، التحرك سريعا لحماية اي ممتلكات لبنانية مهددة سيما وان هناك آلية جديدة لعمل الميكانيزم يعمل الفرنسيون على ارسائها على الارض، لهذه الغاية. فالمهم ليس إن كان الجيش يدقق في اهداف تتحدث عنها اسرائيل، بل المهم ان تفتيشه لها، يمنع استهدافها.

لا حماية اذا الا تحت كنف الشرعية، وليست صدفة ان تكون القرى الجنوبية التي رفعت لواء الجيش ولم تسمح لحزب الله بالتغلغل اليها عسكرياً، تم تجنيبها القصف الإسرائيلي خلال حرب الاسناد، بينما القرى حيث انتشر الحزب، دُمرت عن بكرة ابيها، تختم المصادر.