تحذيرات من موجة حر شديدة تتجه نحو ولايات أميركية

تضرب موجة حر شديد جنوبي الولايات المتحدة الأيام المقبلة، خصوصا أريزونا وتكساس ونيومكسيكو ولويزيانا ومناطق في كاليفورنيا، مصحوبة بدرجات حرارة تتخطى في أحيان كثيرة 40 درجة مئوية، في أسوأ موجة على الإطلاق.

وتشير التوقعات إلى أن الجو الحار قد يزداد سوءا ليصل إلى معدلات لا يستبعد خبراء أن يكون الاحترار المناخي أحد أسبابه، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

وقال مكتب خدمة الأرصاد الجوية في فينكس إن درجات الحرارة المتوقعة "تنافس بعضا من أسوأ موجات الحرارة التي شهدتها هذه المنطقة على الإطلاق"، حيث يرجح أن تبلغ ذروتها خلال النصف الثاني من الأسبوع المقبل.

وليس من الواضح متى ستتراجع درجات الحرارة، وقال مكتب خدمة الطقس الوطنية إن "نماذج الحاسوب التي تتنبأ بالطقس لما بعد 16 يوما لا تظهر نهاية لموجة الحر هذه"، متوقعا أن تكون هذه الموجة طويلة من ناحية مدتها وشدة حرارتها.

وبدأت الحرارة ترتفع في بعض المدن الأميركية لتتجاوز الـ 46 درجة مئوية بحسب ما سجلت في فينكس، الخميس، فيما كانت قد سجلت أعلى درجة تتجاوز 52 درجة مئوية في "ديث فالي" بكاليفورنيا، الأسبوع الماضي.

وأصدرت سلطات محلية في بعض الولايات جنوبي البلاد تحذيرات من موجة الحر حتى الـ13 من يوليو، مشيرة إلى أنها ستبقى مرتفعة حتى خلال الليل، ما قد يشكل خطرا على أولئك الذين ليست لديهم وسائل للتبريد.

وقال مكتب خدمة طقس الوطنية إنه "من المتوقع أن تكون درجات الحرارة المرتفعة مهددة لحياة البعض خلال الأسبوع المقبل"، ودعت إلى ضرورة "اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب الحرارة العالية أو أي أمراض مرتبطة بها".

ويحذر خبراء من أن موجة الحرة الشديدة قد تشكل مخاطر خاصة على كبار السن الذين هم عرضة للتأثر بالظروف الجوية المتطرفة، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

ومطلع يوليو تسبب ارتفاع درجات الحرارة بوفاة 13 شخصا على الأقل.

وقال متحدث باسم مقاطعة ويب في ولاية تكساس لوكالة فرانس برس في تصريحات سابقة إن "عشرة من سكان مقاطعتنا توفوا بسبب الحرارة"، مضيفا أن ثمة شخصا إضافيا يعيش في منطقة مجاورة "لكنه نُقل إلى أحد مستشفياتنا، قد توفي أيضا".

في المكسيك توفي 104 أشخاص، بين 12 و25 يونيو، بسبب موجة حر شديدة ضربت شمال البلاد الصحراوي والعاصمة، على ما أعلنت الحكومة.

ويقول خبراء الطقس إن المناخ يقترب من نقطة اللاعودة مع ارتفاع قياسي لدرجات حرارة الأرض والبحر، وفق وكالة رويترز.

وقال بيرس فورستر، أستاذ فيزياء المناخ في جامعة ليدز لوكالة رويترز إن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو العامل الرئيسي، لكن الأسباب تضمنت أيضا ظاهرة النينو وتراجع الغبار الصحراوي الذي يهب فوق المحيط واستخدام وقود منخفض الكبريت للسفن.

وأضاف "لذلك في المجمل، تتعرض المحيطات لضربة رباعية... هذا مؤشر على أشياء قادمة".

وقالت أناليسا براكو عالمة المناخ في معهد جورجيا للتكنولوجيا لرويترز إن ارتفاع درجة حرارة البحار قد يعني أيضا تراجعا في هبوب الرياح وهطول الأمطار، مما يخلق حلقة مفرغة تؤدي إلى مزيد من الحرارة.

وأضافت أنه على الرغم من أن درجات حرارة البحر المرتفعة هذا العام ناتجة عن "مزيج مثالي" من الظروف، فإن التأثير البيئي ربما يستمر.

وأوضحت أن "استجابة المحيطات ستكون بطيئة جدا إذ أنها ستراكم الحرارة ببطء لكنها ستحافظ عليها أيضا لفترة طويلة جدا".

ويقول خبراء المناخ إن نطاق وتواتر الطقس المتطرف آخذان في الازدياد، وشهد هذا العام أيضا حالات جفاف في أنحاء العالم، فضلا عن إعصار نادر أودى بحياة المئات في أفريقيا، ناهيك عن الحرائق المشتعلة في كندا والتي تؤثر على جودة الهواء.