تحركات السوق النقدية وهمية.. ماذا بعد "صيرفة"

عشية انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان شهدت السوق السوداء تخبطاً في سعر صرف الدولار حيث انخفض يوم الجمعة الى حدود الـ ٨٨ الف ليرة لكنه ما لبث ان عاد وارتفع الى الـ ٩١ الف.

مصادر نقدية مطلعة أكدت أنّ ما حصل قد يكون من أجل تخويف الناس، واستغلال هذه الطفرة لشراء الدولار بأرقام منخفضة من أجل المستقبل، لأن الصورة اليوم غير واضحة، خصوصا في ملف الحاكمية، لأنّ الأمور لم تحسم بعد لجهة استلام النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري المسؤولية من عدمها.

واعتبرت المصادر أن تحرّكات السوق وهمية، سواء أكان ارتفاعا ام انخفاضا لسعر صرف الدولار، قبل جلاء الصورة بعد 31 الحالي، وحسب السياسة النقدية التي سيتعامل بها نواب الحاكم الأربعة بعد هذا التاريخ أو من سيستلم الحاكمية،  وتوقعت إذا استمر التعامل مع صيرفة كما هو الآن، أو بنسبة أقل بقليل، قد نشهد استقراراً او ضبطاً نوعا ما لسعر الصرف مع ضخّ كتلة كبيرة من الدولارات في السوق من قبل السياح والمغتربين، أمّا اذا تمّ وقف العمل بصيرفة فعاجلا ام آجلا سيعاود سعر الصرف الارتفاع.

وكما يلف الغموض مصير حاكمية مصرف لبنان حتى اللحظة الأخيرة من تاريخ انتهاء ولاية الحاكم الحالي و معه مصير منصة صيرفة يلف هذا الغموض أيضاً مصير سعر صرف الدولار المرتبط كما يؤكد الخبراء والاقتصاديون بالسياسة اكثر منه بالاقتصاد ويعتبرون هذا  سعر مصطنع بانتظار جلاء الصورة في المستقبل ان كان لناحية الحاكمية او لناحية الاستقرار السياسي وانتظام عمل المؤسسات الذي يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية.

في هذا الإطار رأى الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي الدكتور باسم البواب في حديث للديار بان انخفاض سعر صرف الدولار يعود لاسباب سياسية سيما مع اقتراب انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وليس فقط نتيجة العرض والطلب.

ولفت البواب الى ان هناك عاملا ساهم في انخفاض سعر صرف الدولار وهو وجود المغتربين والسياح بشكل كبير في لبنان خلال موسم الصيف والذين يساهمون في ادخال الدولارات الى البلد من خلال الانفاق الذي يقومون به في المطاعم والفنادق والاسواق.

ورأى البواب ان موضوع مصير منصة صيرفة تدور حوله الكثير من التجاذبات والطروحات وليس واضحاً حتى الان كيف ستسير الأمور مؤكداً على انه في المستقبل سيصبح سعر صرف السوق السوداء موحدا مع سعر المنصة لكن هذا الامر يحتاج الى وقت طويل.

وقال البواب: "لا يمكننا التكهن كيف ستكون الامور مستقبلاً لأن الصورة ما زالت ضبابية ولا نستطيع ان نتوقع كيف سيكون سعر صرف الدولار قبل ان نعرف ماذا سيحصل في السياسة وما هو مصير حاكمية مصرف لبنان و هل سيتم التمديد للحاكم الحالي أم سيستلم نائب الحاكم وسيم منصوري او اي امر اخر مشدداً على ان سعر الصرف مرتبط بالسياسة اكثر منه بالاقتصاد."