تحسباً لـ"التعويم"... عون وميقاتي نحو "قاسم مشترك" قبل فوات الأوان

عاد تأليف الحكومة الى الواجهة، مدعوما برغبات دولية واقليمية، استدراكا لتداعيات ما بعد الشغور الرئاسي في لبنان.

وربما وجد الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي نفسيهما، مجبرين على الوصول الى قاسم حكومي مشترك، تحت تأثير تآكل المهل الدستورية والسياسية، مقابل تعاظم المخاطر الاجتماعية والاقتصادية الى درجة بلوغ لبنان المرتبة الثالثة، بعد زيمبابوي وكوبا، على سلم الدول الأكثر معاناة مع التضخم بحسب البنك الدولي.

ويبدو أن مختلف الأطراف، توصلت الى قناعة راسخة، بضرورة تعويم الحكومة الميقاتية، بعد ادخال بعض التعديلات على تركيبتها، الحالية، ودون أي توسعة، بوزراء دولة من السياسيين، بحسب اقتراح الرئيس عون.

وتوحي موافقة رئيس الجمهورية، على ان يتولى رئيس حكومة تصريف الأعمال تمثيل لبنان في افتتاح الدورة الجديدة للأمم المتحدة بديلا منه، بأن السجالات الحادة التي أشعلتها تصريحات عون الصحافية الأخيرة، مع رئيس الحكومة وفريقه مطلع هذا الاسبوع، تبددت آثارها نسبيا.

وهاهو رئيس حكومة تصريف الاعمال يستعد للسفر الى لندن، لتمثيل الدولة اللبنانية في جنازة الملكة اليزابيث الثانية، ومنها يطير الى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان في جلسة افتتاح الجمعية العامة، واجراء محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة وبعض رؤساء الوفود العربية والأجنبية، وبينهم ملك الأردن عبدالله الثاني.

وتعددت القراءات، حول صرف الرئيس عون النظر عن زيارة نهاية الولاية الى الأمم المتحدة، بعدما أرسل وفدا استباقيا للتحضير للزيارة وتحديد المواعيد، والبعض ردها الى الوضع الصحي للرئيس، والبعض الآخر أعادها الى رغبة الرئيس بعدم تكليف الخزانة العامة، المزيد من الأموال، وثمة من يعيد الأمر الى عدم توصل الوفد المرسل الى حجز مواعيد لقاءات رئاسية، مع شخصيات دولية، كان الرئيس عون يأمل التقاءها
مصادر قريبة من القصر الجمهوري، قالت ان الرئيس ميقاتي يتلقى نصائح داخلية وخارجية تدعوه الى تأليف الحكومة بأي ثمن، وعدم أخذ البلاد الى المواجهة، وليس الفراغ فقط، ما دفعه الى تقديم عروض جديدة، تستند الى الحكومة الحالية مع تعديلات طفيفة.
أما عن المواجهات المحتملة، فقد بدأ القلق يتصاعد بوتيرة عالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا، انطلاقا من قرار الحكومة السماح للمواطنين العراقيين دخول لبنان بلا تأشيرة، من باب «تشجيع السياحة»، خشية ان تقتصر الوفود الزائرة على الحرس الثوري الايراني والحشد الشعبي العراقي.

وتداولت مواقع التواصل معلومات مصدرها الطيران المدني، عن وصول 22 طائرة ركاب عراقية الى بيروت خلال الـ 24 ساعة.

مصادر معنية، أوضحت لـ«الأنباء» ردا على هذه التساؤلات، ان تكثيف الرحلات الجوية بين بيروت وبغداد، والمستمر حتى يوم الجمعة، هو لنقل زوار لبنانيين الى العتبات المقدسة في العراق، بمناسبة أربعين الامام الحسين، ما يعني ان الغاء التأشيرات للعراقيين، في سياق آخر.