المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يولا هاشم
الاثنين 20 تشرين الأول 2025 16:20:27
يستعد لبنان بكل أطيافه لاستقبال قداسة البابا لاوُن الرابع عشر الذي يقوم بزيارة رسولية في 30 تشرين الثاني تستمر حتى 2 كانون الأول. وقد اختار البابا لبنان ليكون من أوائل البلدان التي يزورها في المنطقة بعد انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية خلفاً للبابا فرنسيس.
وشكلت الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان أمس للمشاركة في احتفال تقديس المطران الشهيد اغناطيوس مالويان مناسبة للقاء البابا والبحث في التحضيرات الجارية لهذه الزيارة التاريخية.
السفير اللبناني في الفاتيكان فادي عساف يؤكد لـ"المركزية" ان "هذا الاسبوع كان حافلًا لبنانيًا في الفاتيكان، حيث شارك البطريرك الراعي في قداس التسليم والتسلّم بين المطران يوحنا ورشة والمطران جورج أبي سعد، في المعهد الماروني في روما، كما عقد لقاءً مميزًا مع البابا لاوُن. أما الرئيس عون فقام بزيارة ليومين مخصصة للمشاركة في تقديس المطران مالويان، وهنا تجدر الإشارة الى التنظيم الناجح جدًا من قبل الكنيسة الارمنية الكاثوليكية لهذا الحدث الهام، وذلك بفضل جهود البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان. كذلك، التقى الرئيس عون قداسة البابا وأكدا على أهمية الزيارة المرتقبة للحبر الأعظم الى لبنان".
ويشدد عسّاف على ان "زيارة البابا الى لبنان جامعة بالمعنى الوطني وليست لطائفة أو لفئة معينة. صحيح أنها للمسيحيين بحكم العلاقة المميزة والروحية مع الفاتيكان، لكنها تعني كل اللبنانيين الذين ينتظرونها"، مشيرًا الى ان "التحضيرات للزيارة ما زالت مستمرة وتتقدّم يومًا بعد يوم، لكن البرنامج لم يُعلَن رسميًا بعد. ثمّة أفكار متعددة والجميع يرغب بلقاء البابا لكن الموعد الثابت والأكيد هو مع رؤساء الطوائف الأخرى في ساحة الشهداء لمتابعة حلقات حوار الأديان التي يشجع عليها الفاتيكان وينظمها في العادة. وهناك لجان متخصصة ترأس إحداها السيدة الاولى نعمت عون التي تقوم بجهد جبار كي يليق التنظيم بالمناسبة، بالاضافة الى لجنة الكنيسة برئاسة المطران ميشال عون، وأيضًا بمواكبة من السفير البابوي واللجنة في الفاتيكان التي تتابع الموضوع".
ويعتبر عسّاف ان "الزيارة مميزة جدًا أرادها قداسة البابا في هذا الوقت الذي تمرّ فيه المنطقة بوضع متقلب ومتوتر لكي يحمل آمالاً جديدة بتطورات ايجابية على صعيد المنطقة عمومًا ولبنان خصوصًا. وسيشدد البابا على النموذج اللبناني حيث ان الفاتيكان يحمل هذه الرسالة، وسيستمع أيضًا للأطراف كافة بآرائها مختلفة، للوقوف على إمكانية بلورة أي توجه معين وشامل لمساعدة لبنان من خلال تحفيز حلفاء وشركاء الفاتيكان للدعم، علمًا ان الفاتيكان يقف دائمًا الى جانب لبنان اجتماعيًا او تعليميًا وانسانيًا. فالكرسي الرسولي يتمتع بنفوذ ويشكل قوة معنوية لها ثقل دولي مؤكد وثابت تاريخيًا وكلمته مسموعة، وبالتالي يمكنه أن يتحدّث مع كل الجهات دون تفرقة".
ويختم: "بالطبع سيستفيد لبنان من هذه الزيارة، خاصة إعلامياً ليظهر للعالم أنه ما زال في صلب اهتمام الفاتيكان، ولذلك على اللبناني ان يعتبر نفسه محظوظًا بهذه الزيارة لأنها تضيء على لبنان ومعاناته كما تحمل الآمال لغد أفضل".