تصعيد إسرائيلي واشادات أميركية: تبادل أدوار لتسريع التفاوض

أشعل الجيش الإسرائيلي الجنوب اللبناني بقصفه وغاراته المكثفة والمدوية مساء الخميس. فقد نفذ الطيران الحربي حزامًا ناريًا بين بلدتي الزرارية وأنصار، تبعته سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت المنطقة الواقعة بين أنصار وسيناي، ترددت أصداؤها في مدينة صيدا وضواحيها، وأدت إلى سقوط 7 جرحى في حصيلة أولية.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الطائرات الحربية أغارت على بنى تحتية لـ"حزب الله" في منطقة مزرعة سيناي في جنوب لبنان استخدمت في محاولات إعادة إعماره حيث تم استهداف مقلع استخدمه "الحزب" لإنتاج الإسمنت بهدف إعادة بناء وإعمار منشآت وبنى تحتية إرهابية تم استهدافها وتدميرها خلال "حرب السيوف الحديدية". كما تم استهداف هدف تابع لجمعية "أخضر بلا حدود" والتي استخدمها "حزب الله" لإخفاء أعمال إرهابية تهدف لإعادة إعمار بنى تحتية له تحت غطاء مدني مزعوم. وتوجه أدرعي إلى اللبنانيين بالقول: أبواق "الحزب" ستدّعي أننا قصفنا منشآت مدنية.

في غاراتها هذه، انما تقول إسرائيل ان الحزب يخرق اتفاق وقف النار، وان الدولة والجيش اللبنانيين مقصّران، وهما ايضا لا يطبقان لا اتفاق ٢٧ تشرين ولا قرارات مجلس الوزراء في ٥ و٧ آب لناحية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ولا خطة الجيش التي أقرت في ٥ أيلول الماضي. وتريد تل ابيب، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، ارسال رسالة الى من يعنيهم الامر، بأن على لبنان التقيد سريعا ونزع سلاح حزب الله سريعا والشروع في مسار التفاوض معها، والا فانها ستعيد تفعيل آلتها العسكرية ضد الحزب ولبنان.

لكن في مقابل هذا التصعيد، كانت لجنة مراقبة تطبيق وقف النار "الميكانيزم" التي يديرها جنرال اميركي وعقدت آخر اجتماعاتها الأربعاء الماضي، تعلن أن الجيش اللبناني نجح خلال العام الماضي في إزالة نحو 10,000 قذيفة صاروخية، وما يقارب 400 صاروخ، وأكثر من 205,000 ذخيرة غير منفجرة. وقال الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة الوسطى الأميركية: شركاؤنا اللبنانيون يواصلون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح حزب الله. ونحن ملتزمون بدعم جهود الجيش اللبناني الذي يعمل بلا كلل لتعزيز الأمن الإقليمي.

هذا الكلام يدل اذا على رضى اميركي على اداء الجيش والدولة اللبنانية، ويدل على ان خطة الجيش لحصر السلاح تتقدم وتسير على قدم وساق. وما تأكيد استمرار الدعم الأميركي للمؤسسة العسكرية سوى تأكيد اضافي على انها تقوم بالمهام الملقاة على عاتقها وانها على قدر التحديات والآمال المعلّقة عليها.

امام هذه الازدواجية، هل لبنان مقصر ام يقوم بما عليه؟ على الحليفتين الولايات المتحدة وإسرائيل، الاتفاق على رواية واحدة، تتابع المصادر. فهل يمكن ان يكون الحزب يحافظ على وجوده جنوبا وتعلن واشنطن رضاها عن اداء الجيش اللبناني؟! هو على الارجح، توزيع ادوار بين الجانبين: تل ابيب تحمل العصا الغليظة والبندقية وواشنطن تحمل الجزرة والمساعدات، لدفع لبنان الى استعجال الخطى والذهاب في اقرب وقت الى التفاوض، تختم المصادر.