تصعيد بين قوتين نوويتين.. هل تنزلق الى مواجهة مفتوحة بين الهند وباكستان؟

يتواصل التصعيد العسكري الحاد بين الهند وباكستان، وسط تبادل للقصف، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، في وقتٍ تتسارع الدعوات الدولية إلى تجنّب الانزلاق لمواجهة مفتوحة بين القوتين النوويتين.
في 6 أيار الجاري، شنت الهند هجمات صاروخية على أراضي باكستان ومنطقة آزاد كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، بدعوى الرد على هجوم إرهابي دامٍ وقع في 22 نيسان الماضي على الجانب الخاضع لسيطرة الهند في منطقة كشمير المتنازع عليها، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، ما أثار تصعيداً في تصريحات عدائية بين البلدين الخصمين. فما تداعيات هذا التصعيد؟


العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ"المركزية" أن "الهند وباكستان ليستا دولتين عاديتين، بل تملكان ترسانات نووية ضخمة، كفيلة بمحو مدن كاملة خلال دقائق. الهند تمتلك أكثر من 160 رأسًا نوويًا، وباكستان أكثر من 170 ، وهي قوة تدميرية هائلة، يكفي استخدام جزء ضئيل منها لإحداث "شتاء نووي" يُعطل مناخ الأرض، ويضرب الاقتصاد العالمي، ويدمر الزراعة والمياه وحتى الهواء. وحول العقيدة النووية لكل من البلدين يحدد معهد استوكهولم لأبحاث السلام العقيدة العسكرية الباكستانية بعدم الالتزام باتباع سياسة عدم الاستخدام أولاً؛ بل إنها تحتفظ بدلاً من ذلك بالحق في شن هجمات نووية وقائية، وخاصة في ضوء التفاوت الملحوظ مع القوات المسلحة التقليدية والنووية الهندية.


في المقابل، تعمل الهند عمومًا على جعل قواتها النووية أكثر استعدادًا وقد تتحرك نحو وضع القوة المضادة، والتي تحاول مهاجمة الترسانة النووية للعدو قبل أن تتاح له فرصة الضرب. وفي حين احتفظت الهند تاريخيًا بأسلحتها النووية وقاذفاتها منفصلة خلال أوقات السلم، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى تغيير في السياسة تجاه اقتران بعض الرؤوس الحربية بالقاذفات خلال أوقات السلم".
ويشير الى ان "الهند وباكستان تواصلان سباق تطوير الأسلحة الإستراتيجية، كالصواريخ الباليستية التي بإمكانها حمل الرؤوس النووية، مثل صاروخ "آغني" الهندي العابر للقارات الذي يصل مداه إلى 5 آلاف كيلومتر. وفي المقابل، هناك صاروخ "شاهين" الباكستاني الذي يصل مداه إلى ما بين 2500 و3 آلاف كيلومتر. مع تقديرات بارتفاع أعداد الرؤوس النووية في البلدين إلى 200 أو 250 رأسا، بحلول عام 2025.


ويلفت ملاعب الى أن "باكستان عززت ترسانتها النووية بسرعة، وهناك تقديرات بامتلاك إسلام آباد ترسانة نووية تصل إلى 165 رأسا نوويا، إضافة إلى قدرتها على إنتاج نحو 30 رأسا نوويا في كل عام. كما تمتلك إسلام آباد صواريخ حاملة لرؤوس نووية من نوع "هافت"، يبلغ مداها 300 كيلومتر، و"هافت 4" التي يبلغ مداها 750 كيلومترا.
وفي المجال البحري ونظرا للفرق الشاسع في طول السواحل بين البلدين، فلا شكّ أن الأسطول البحري الهندي يتفوق كمّا ونوعا على القطعات البحرية الباكستانية.  ويكفي أن نعلم أن الهند تمتلك حاملتين للطائرات، واحدة منهما من تصنيعها الذاتي. قدرات عسكرية محلية وخارجية أظهرت تقارير حول الدول المستوردة للأسلحة في الفترة من 2011 إلى 2015 أن الهند حلت في المرتبة الأولى عالميا بنسبة 14 في المئة، واحتلت الهند في الإنفاق العسكري العالمي للعام 2020 المركز الرابع ما بعد الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية بقيمة 61 مليار دولار فيما جاءت باكستان في المرتبة 15، وفق إحصائية موقع Global Firepower بينما تفتح باكستان أبوابها على الصين وتركيا من أجل تطوير منظومتها الجوية، من صفقات المقاتلات الشبحية الصينية إف سي-31، والطائرات الهجومية التركية "قاآن" الجيل الخامس، فإن الهند لا تتوانى عن عقد صفقات دفاعية للحصول على معدات متطورة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى جهودها الذاتية في التصنيع العسكري.


وتمثّلت هذه الجهود في إنتاج معدات عسكرية متطورة، تشمل مقاتلات محلية مثل "تيجاز" وغواصات ومدرعات وصواريخ بعيدة المدى، فضلًا عن أنظمة دفاعية متقدمة. وعلى صعيد الشراكات الخارجية، عززت الولايات المتحدة شراكتها الدفاعية مع الهند بمنحها تصنيف "شريك دفاعي رئيسي"، مما يضعها في مرتبة قريبة من حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما ساهم التعاون الهندي الإسرائيلي في تطوير أنظمة صواريخ متقدمة وطائرات استطلاع وأنظمة دفاع جوي".
ويختم ملاعب: "تمتلك الهند حاليًا أسلحة نووية أكثر من باكستان، وتتمتع بقدرة نووية قوية مدعومة بقدرات إيصال نووية جواً وبراً وبحراً، فضلاً عن أحد أكبر مخزونات اليورانيوم المحلية في العالم. وفي حين أن الهند أعلنت أنها لن تستخدم السلاح النووي إلا للرد على هجوم نووي، فإن باكستان لم تنتهج سياسة مماثلة. ويقول محللون إن اسلحتها النووية مصممة لامتلاك قدرة على توجيه الضربة الأولى. وتضم ترسانة باكستان عددًا من الصواريخ قصيرة المدى قادرة على حمل سلاح نووي، يمكن أن يُستخدم ضد قوات تقليدية. الهند وباكستان الآن على بُعد "طلقة واحدة" فقط من اندلاع حرب نووية قد تُدخل العالم في كارثة، وتُعيد الكوكب بأسره عشرات السنين إلى الوراء، فهل يفعلانها؟".