المصدر: أساس ميديا
الكاتب: وليد شقير
الثلاثاء 29 تموز 2025 07:54:53
يُنتظر أن يشهد شهر آب المقبل الكثير من المناورات والضغوط، حتّى اللحظة الأخيرة قبل التجديد لقوّات “اليونيفيل” سنة جديدة. لكنّ صيغة التمديد ستختلف هذه السنة عن سابقاتها.
على الرغم من الإيحاءات بأنّ إسرائيل وأميركا لا تريدان التمديد للقوّات الدولية في الجنوب، وأنّ “الحزب” يمارس مضايقات لإخراجها، تقول معطيات دوليّة العكس. الجهات الثلاث تريد بقاءها، لكنّ كلّاً بشروطه.
بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس الماضي قال رئيس الحكومة نوّاف سلام إنّه عاد مطمئنّاً إلى أنّ فرنسا ستقوم باللازم للتجديد للقوّات الدولية في الجنوب.
المناورات حتّى آخر آب
تعهّد ماكرون بتذليل العقبات أمام التجديد. ولمّح إلى أنّه حتّى لو كانت هناك صعوبة في ضمان مساهمة الجانب الأميركي في تمويل بقاء القوّات في الجنوب، يمكن العمل على التغلّب عليها.
باريس “حاملة القلم” التي تصوغ قرارات التجديد لـ”اليونيفيل” ودورها جنوب نهر الليطاني، منذ الاجتياح الإسرائيلي الأوّل عام 1978، ثمّ بعد تعزيزها عقب حرب 2006 بصدور القرار 1701 عن مجلس الأمن، تتولّى ترتيب التسويات بين لبنان وإسرائيل ومع واشنطن التي تتوافق مع تل أبيب في مطالبها منذ سنوات.
يتوقّع الدبلوماسيون الغربيون والدوليون المنخرطون بهذا الاستحقاق أن تكون المداولات في مجلس الأمن والاتّصالات الثنائية هذه السنة صعبة. يرون أنّ التجديد ربّما يكون في آخر يوم من شهر آب تاريخ انتهاء مدّة ولاية “اليونيفيل” لشدّة التجاذب الذي سيطغى على المفاوضات. وهو الشهر المحفوف بشتّى المخاطر إقليميّاً بفعل المهلة المعطاة لإيران في شأن التنازلات المطلوبة منها، أو بفعل حساسيّة مسألة سحب سلاح “الحزب”.
المناخ الإقليميّ والحاجة لتغيير المهمّة
يلفت هؤلاء الدبلوماسيون إلى أنّ عوامل عدّة تتحكّم بالتجديد هذه السنة:
خفض العدد… وتمويل الجيش؟
– ما يحتاج إليه لبنان انتداب “عقلاني أكثر” للقبّعات الزرق. أي أن يترافق خفض عديد “اليونيفيل” مع اعتماد أكثر على الوسائل التكنولوجيّة في مراقبة الحدود وخروقات الخطّ الأزرق (بناء أبراج واستخدام الطائرات المسيّرة…). والاعتماد أكثر على الجيش اللبناني، كي يصبح قادراً على نشر حوالي 10 آلاف جندي مع دعمه ماليّاً وبالعتاد والتدريب لفترة طويلة. يجري الحديث في هذه الحال عن الاكتفاء بـ2,500 – 3,000 من الجنود الدوليّين.
الجميع يريد بقاءها رغم المواقف السّلبيّة
فشل آليّة اللّجنة الخماسيّة…
تتوقّف أوساط الجنود الدوليين أمام اعتراف الموفد الرئاسي الأميركي توم بارّاك بأنّ آليّة اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتّفاق وقف الأعمال العدائية فشلت. فعلى الرغم من أنّها برئاسة الجنرال الأميركي مايكل ليني وعضويّة ضابط فرنسي و”اليونيفيل” والجيشين اللبناني والإسرائيلي، لم تجتمع إلّا مرّة واحدة منذ أشهر. لذلك لا بدّ من العودة إلى صيغة التنسيق الثلاثية لمعالجة الانتهاكات لقرار مجلس الأمن 1701، التي أثبتت نجاحها قبل الحرب.
ما تجزم به هذه الأوساط أن لا أفق لأيّ فكرة بوضع “اليونيفيل” تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.