تعليق إضراب أوجيرو لأسبوع: هل تفي الحكومة بما وعدت؟

أسفرت سلسلة جولات من المفاوضات بين موظفي أوجيرو ووزارة الاتصالات ممثلة حكومة تصريف الأعمال، عن اتفاق مبدئي جديد، دفع بنقابة موظفي أوجيرو إلى تعليق الإضراب لمدة أسبوع. ومن شأن الاتفاق أن يغلق ملف مطالب موظفي أوجيرو نهائياً، فيما لو التزمت الحكومة بما وعدت.

اللقاء الأخير
نقل وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، صباح اليوم الجمعة، إلى نقابة موظفي أوجيرو، مجريات جلسة اللجنة الوزارية التي عقدت يوم امس في السراي الحكومي والطرح الجديد الذي تم التوافق عليه. بعد رفض النقابة ما سبق لرئيس الحكومة طرحه من زيادات على شكل مساعدات اجتماعية.
وبناء على الطرح الجديد للوزير القرم، وبعد التماس إيجابية من قبله ومن قبل رئيس الحكومة نجييب ميقاتي، قررت نقابة موظفي أوجيرو تعليق الإضراب الذي بدأته منذ قرابة الأسبوع. من باب إفساح المجال لمزيد من المفاوضات للوصول إلى حلول مقبولة، على ما جاء في بيان للنقابة.
وحسب معلومات "المدن"، فإن اتفاقاً تم التوصل إليه بين نقابة الموظفين ووزارة الاتصالات يقضي بتلبية مطالب النقابة الأربعة، بما فيها مطلب زيادة غلاء المعيشة. مع اعتماد صيغة وسطية توائم بين مطلب أوجيرو القاضي بمضاعفة أصل الرواتب بنسبة 2.2 وقدرات الدولة المالية. بمعنى آخر تم تقديم تنازلات من قبل الطرفين لإيجاد صيغة مشتركة، تفضي إلى حل أزمة رواتب موظفي أوجيرو نهائياً.

تعليق الإضراب والتحركات
ويلفت مصدر من نقابة موظفي أوجيرو في حديث إلى "المدن"، إلى أن تحركات ميدانية كان مخطّطاً لها اليوم من قبل الموظفين أمام وزارة الاتصالات والسراي الحكومي، بالإضافة إلى إغلاق كافة السنترالات، تم تعليقها بالتوازي مع قرار تعليق الإضراب من قبل النقابة لمدة أسبوع، بانتظار أن تفي الحكومة بوعودها وتصدر المراسيم المطلوبة خلال الأيام المقبلة.
وبالنظر إلى سجل الحكومة في التعامل مع القضايا المطلبية والحافل بعدم الوفاء بالوعود، وبمحاولات الشرذمة بين القطاعات والتمييز بين موظفيها وعمالها، يُعرب مصدر رفيع من أوجيرو، في حديث إلى "المدن"، عن قلقه من محاولة الحكومة التلاعب بمطالب أوجيرو واستكمال مسلسل التسويف والمماطلة، أو إقرار مراسيم مفخّخة كتلك التي ضربت فيها الحركة المطلبية لموظفي القطاع العام مؤخراً.

ويحذّر المصدر من أن أي محاولة لضرب مطالب الموظفين سيستدعي استئناف الإضراب من جديد، "ولكن لن تكون التحركات المقبلة كالتي سبقت، فالإضراب المقبل في حال اضطرت النقابة إلى استئنافه فإنه سيعطّل البلد كلّياً. إذ أن الموظفين سيقفلون كافة السنترالات. وهي الخطوة التي كانوا يعتزمون تنفيذها اليوم الجمعة، لو لم يتم تقديم طروحات جديدة من الحكومة".
ويسأل المصدر "لماذا علينا التنازل عن مطالبنا ومستحقاتنا في حين تتسّع الفروقات أكثر فأكثر بين رواتب موظفي أوجيرو وزملائهم في شركتي الخلوي ألفا وتاتش"؟ وهنا لا بد من الإشارة إلى أن وزارة الاتصالات تتّجه -حسب المعلومات- إلى اعتماد صيغة مع موظفي الشركتين لتحسين رواتبهم وإبرام اتفاق يقضي بزيادة نسبة محددة إلى الراتب واحتساب نسبة 25 في المئة منه بالدولار الفريش.

عودة الإنترنت والاتصالات
وبناء على تعليق نقابة موظفي أوجيرو الإضراب اليوم ولمدة أسبوع، باشرت الفرق الإدارية والفنية ومختلف المديريات العودة إلى العمل، على أن تبدأ شبكة الاتصالات والإنترنت بالعودة إلى طبيعتها تدريجياً، لاسيما أن لجنة المازوت عاودت نشاطها اليوم. وهي المولجة تزويد السنترالات بالمادة على مدار الأسبوع وخلال أيام العطل الرسمية.
أما لجهة الأعطال التي طرأت على شبكة خطوط الأرضية التابعة لأوجيرو، فإن إصلاحها سيتم يوم الإثنين المقبل من قبل فرق الصيانة. مع الإشارة إلى تعرّض عدد كبير جداً من الخطوط للاعطال، وكان آخرها تعطّل الخط الساخن العائد لغرفة العمليات المشتركة في هيئة إدارة السير والآليات والمركبات، وقد تم استبداله بخط آخر على غرار ما حصل في العديد من المؤسسات والقطاعات الحيوية خلال الايام القليلة الماضية.