تفاهمات سعودية - إيرانية بشأن سورية تشمل لبنان

كتب منير الربيع في الجريدة الكويتية: تتداخل الملفات اللبنانية بالتطورات الخارجية، فلبنان مَعنيّ بكل المسارات المفتوحة في المنطقة من الاتفاق السعودي ـ الإيراني إلى التقارب السعودي - السوري، وصولا إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق، التي سبقتها زيارة لوزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت، وضع خلالها حزب الله في صورة التطورات بالمنطقة.

وفيما لا يزال التعطيل السياسي قائماً بما يتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية، ينتظر أفرقاء الداخل ما يمكن أن ينتج عن تحرّكات الخارج.

ومن التحركات الجديدة جولة للسفير السعودي وليد البخاري على مسؤولين بمن فيهم مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وغيرهم. ووفق المعلومات، لم يدخل البخاري خلال لقاءاته في التفاصيل بخصوص رئاسة الجمهورية، بل ركّز على المواصفات، وذلك مؤشر مهم في وقت ينتظر اللبنانيون معرفة إذا كان هناك متغيّر بموقف المملكة، بعد صمت سعودي طوال الأيام الماضية فتح المجال أمام الكثير من التحليلات والتسريبات حول موافقة الرياض على المرشح الرئاسي المدعوم من بري وحزب الله وباريس، سليمان فرنجية. وتنفي مصادر قريبة من السعوديين كل ذلك، وتقول إن صمت الأيام الماضية كان مقصوداً، وهو في إطار المناورة على مجموعة أطراف بمن فيهم الأميركيون، خصوصاً بعد تسريبات حول عدم ممانعة واشنطن انتخاب فرنجية.

ولذلك، أرادت السعودية الصمت والإيحاء بإيجابيتها تجاه فرنجية أو إمكانية الموافقة عليه، أو عدم ممانعة ذلك بالحدّ الأدنى، لمعرفة حقيقة الموقف الأميركي. وفي خضمّ هذا الصمت، برزت مواقف أميركية متعددة، أولها رسالة أعضاء من الحزبين في لجنة الشؤون الخارجية بـ «الكونغرس» إلى الرئيس جو بايدن، حول ضرورة الضغط لوقف مسار تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، وقد تضمّنت الرسالة تحميلاً مباشراً لحزب الله وبري مسؤولية تعطيل إنجاز الاستحقاق.

وثانيها، الموقف الذي صدر عن «الخارجية» الأميركية، والذي يشير إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يكون قادراً على توحيد اللبنانيين وتحقيق الإصلاحات المطلوبة، ويكون متحرراً من أي تهمة تتعلق بالفساد.

وثالثها، في جولة السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، وزيارتها إلى بري، حيث أعادت الحديث عن مواصفات الرئيس العتيد، وهي لا تنطبق على فرنجية، دون أن أن تدخل في تفاصيل الملف الرئاسي والأسماء.

وترى أوساط لبنانية معارضة لفرنجية أن المواصفات الأميركية تتطابق تماماً مع المواصفات السعودية، مما يعني أن أميركا دخلت على خطّ الرئاسة بشكل لا يتوافق مع وجهة نظر حزب الله وبري، وهو ما يعني اعتراضاً ضمنياً على فرنجية.

وتركّز مصادر متابعة على تطورات الوضع في المنطقة، خصوصاً بعد زيارة عبداللهيان إلى بيروت، ورئيسي إلى دمشق، وتشير مصادر متابعة إلى أن زيارة رئيسي هدفها تثبيت الوجود وتأكيد الحضور وعدم التخلي عن المكتسبات التي حققتها طهران في سورية، وهذا يتجلى من خلال الاتفاقات التي تم إبرامها، ومن خلال إعلان الانتصار على الإرهاب. أما الأهم فيبقى متعلقاً بالتفاهم الإيراني - السعودي بشأن الوضع في سورية، لجهة وقف تهريب المخدرات، وإجراء إيران إعادة تموضع عسكري وأمني من مناطق مختلفة، مقابل تعزيز وجودها سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى الاتفاق على أعداد من اللاجئين السوريين وإعادة إعمار المناطق التي سيعودون إليها.

لبنان سيكون مشمولاً بموجب هذه الاتفاقات، لا سيما أن المعلومات تؤكد أن الإيرانيين طلبوا من حزب الله عدم استفزاز السعودية بأي خيار سياسي، وعدم الذهاب إلى انتخاب رئيس بطريقة مواجهة مع السعودية أو استفزاز للبنانيين، كما أن الواقع السوري والتفاهمات حوله لا بدّ له أن ينسحب على لبنان من بوابة اللاجئين، ومن مسألة الاتفاق على ضبط الحدود وإغلاق المعابر غير الشرعية بين لبنان وسورية.