المصدر: نداء الوطن
الخميس 2 تشرين الثاني 2023 08:05:16
تنفّس 76 مصاباً فلسطينيّاً و335 أجنبيّاً وفلسطينيّاً من مزدوجي الجنسية الصعداء بالأمس، بعدما كانوا «أوّل مجموعة» تعبر معبر رفح من «جحيم» قطاع غزة إلى «نعيم» مصر والعالم، هاربين من حرب مأسوية تحرق الأخضر واليابس ولا تُميّز بين مدنيّ ومقاتل، في وقت احتدمت فيه المعارك البرّية على محاور عدّة داخل القطاع مع محاولة الجيش الإسرائيلي التقدّم لقضم شمال غزة وفصله عن الجنوب في إطار استراتيجيّته الهادفة إلى تفكيك أوصال القطاع والقضاء على «الجيوب المقاومة» رويداً رويداً، بينما اشتبك مقاتلو «كتائب القسام» مع الوحدات الإسرائيلية المتوغّلة، وخاضوا مواجهات ضارية في مناطق عدّة.
وهاجم مقاتلو الفصائل الفلسطينية القوات الإسرائيلية في مواقع عدّة مستخدمين أساليب متنوّعة، وبثّوا فيديوات تُظهر مقاتلين يخرجون من أنفاق تحت الأرض قريبة من المدرّعات الإسرائيلية ويُهاجمونها بالصواريخ المضادة للدروع، في حين أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 16 جنديّاً في كمائن متفرّقة، خصوصاً من خلال استهداف آليّاتهم، كما تُظهر الفيديوات المتداولة.
وقدّم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تعازيه للجنود، وقال إنّ «العملية العسكرية في قطاع غزة صارمة وتحقق الأهداف المرجوة منها عن طريق إصابة الإرهابيين وقادتهم»، مؤكداً أن «العملية البرّية تُسهم في الكشف عن أنفاق غزة وخروج إرهابيي (حماس) وتلقّيهم ضربات قاصمة»، فيما أوضح رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن الحرب «بلغت أوجها»، مؤكداً أنها ستكون «حرباً طويلة وسنخوضها حتّى النهاية».
وفي اليوم الـ26 من الحرب، أفادت وزارة الصحة التابعة لـ»حماس» عن قصف إسرائيلي استهدف مربّعاً سكنيّاً في منطقة الفالوجا داخل مخيّم جباليا في شمال القطاع، أوقع عشرات الضحايا، في ثاني مجزرة داخل المخيّم بعد ضربة الثلثاء، بينما اعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن القصف الإسرائيلي لمخيّم جباليا للّاجئين «قد يرقى إلى جرائم حرب». بالتزامن، أكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني دعم الهيئة الأممية للفلسطينيين في غزة، وذلك خلال أوّل زيارة له من نوعها للقطاع منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل.
وفي الأثناء، لم تلقَ بعد الدعوات إلى «هدنة إنسانية» أي آذان دولية صاغية، في حين ارتفعت حصيلة القتلى داخل القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي المكثّف إلى 8796، وفق وزارة الصحة التابعة لـ»حماس». وبين القتلى 3648 طفلاً، فيما لا يزال أكثر من 2000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب المصدر ذاته.
توازياً، دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر إقليمي بهدف تجنّب توسّع الحرب، وذلك بعدما التقى وزير خارجية تركيا هاكان فيدان مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في أنقرة أمس، بعد يوم من اجتماع جمع عبداللهيان بقيادات من «حماس» في الدوحة. وقال فيدان: «لا نُريد أن تتحوّل المأساة الإنسانية في غزة إلى حرب تطال دول المنطقة»، معرباً عن «قلقه» من ذلك.
وتابع فيدان: «نحن قلقون من الاتّساع الجغرافي للنزاع. لقد ناقشنا هذا أيضاً مع شقيقنا الإيراني الذي ذكر أن هناك مؤشّرات قوية تُفيد باحتمال تدخّل عناصر مسلّحة أخرى في المنطقة في النزاع، إذا لم تتغيّر الظروف»، فيما توعّد عبداللهيان الذي التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنّه «إذا لم تتوقف الحرب ضدّ الشعب الأعزل في غزة على الفور، هناك خطر توسّع نطاق الحرب والنزاع في المنطقة في أي لحظة».
وفي هذا السياق، وبينما وُضعت قوات «الحشد الشعبي» في العراق في حال استنفار قصوى، حالها حال كافة أذرع إيران المسلّحة في المنطقة، أعلن المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران إطلاق «دفعة كبيرة من الطائرات المسيّرة على أهداف في الكيان الصهيوني»، مؤكدين أنّهم «مستمرّون بعملياتنا نصرة للشعب الفلسطيني حتّى يتوقف العدوان على غزة»، وذلك بعد عملية مماثلة يوم الثلثاء. بالتزامن، ذكر البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أجرى محادثات مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، حيث اتفقا على العمل لمنع توسّع إقليمي للصراع.
في الموازاة، دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي خلال لقاء مع طلاب في طهران أمس، الدول الإسلامية، إلى وقف التجارة مع إسرائيل، بما في ذلك صادرات النفط والغذاء، فيما حذّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا اشتياني «بعض الدول الأوروبّية» التي تُساعد إسرائيل من «إثارة غضب المسلمين».
إلى ذلك، اعتبر الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن عنف المستوطنين في الضفة الغربية «مزعزع للاستقرار بشكل كبير ويأتي بنتائج عكسية على أمن إسرائيل على الأمد الطويل، فضلاً عن كونه، بالطبع، مضرّاً للغاية بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين يقطنون الضفة الغربية»، مؤكداً أنّه «بعثنا برسالة واضحة للغاية لهم مفادها بأنّ ذلك غير مقبول، يجب أن يتوقّف وينبغي محاسبة المسؤولين عنه»، في إشارة إلى اتصالات الولايات المتحدة مع الجانب الإسرائيلي، فيما يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل والأردن غداً الجمعة.