تمديد وشيك للهدنة في غزة.. ما مصلحة أطراف الصراع؟

في اليوم الرابع والأخير من الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، الإثنين، تتزايد فرص تمديد الهدنة بين الطرفين بجهود إقليمية ودولية.

وتباينت آراء خبراء ومحللين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" بشأن فرص تمديد الهدنة ومصلحة الجانبين من هذا الإجراء.

وبينما أعربت حماس عن رغبتها في تمديد وقف القتال، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على تمديد الهدنة المؤقتة، مقابل الإفراج عن 10 رهائن يوميا.

هدنة "التقاط الأنفاس"

يقول عمر هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصر وقطر تسعيان لتمديد الهدنة، كما أن طرفي الصراع لا يمانعان.

ويوضّح الخبير السياسي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، رؤيته للهدنة، على النحو الآتي:

الأوضاع على الأرض تحتاج إلى التقاط أنفاس لكلا الطرفين.
حماس تريد تنظيم الصفوف عملياتيا وخدميا وتدبير احتياجات إنسانية لسكان القطاع.
الجانب الإسرائيلي يتعرض لضغوط دولية وشعبية وداخلية كبيرة تدفعه لقبول الهدنة.
حرب الشوارع والحرب على أكثر من جبهة والحرب طويلة الأمد، تستنزف القوات الإسرائيلية.

ضغوط الداخل الإسرائيلي

داخل إسرائيل، وفق ربيع، تتزايد الضغوط بفعل المراهنات والمزايدات بين قادة إسرائيل في إطار المنافسة السياسية، والثمن هو مزيد من التنكيل بالفلسطينيين.

ويوضح الخبير بمركز الأهرام أن إسرائيل لديها مصلحة أكبر حاليا في تمديد الهدنة، رغم الصراعات الداخلية بين القيادات السياسية والمراهنات على بقاء حكومة الطوارئ وعودة حكومة نتنياهو مرة أخرى، لا سيما أن نتنياهو لم يعد مقبولا سياسيا.

فرص تمديد الهدنة

من جهته، يرى مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك فرصا جيدة لتمديد الهدنة، بعد موافقة حماس وكذلك إسرائيل بتدخل من الرئيس الأميركي، جو بايدن.

وحسب حديث أستاذ العلوم السياسية لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن:

تمديد الهدنة يخدم الطرفين.
حماس تكسب فترة من الهدوء في غزة على كل المستويات.
إسرائيل تكسب تهدئة الرأي العام في إسرائيل، مع تواصل الإفراج عن المحتجزين لدى حماس.

هدنة مؤقتة أم مستدامة؟

عن إمكانية أن تكون الهدنة مستدامة، وليست مؤقتة، أفاد مصطفى كامل السيد بأن الهدنة الحالية في الغالب ستظل "مؤقتة"، ولا أمل في استدامتها، خاصةً بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن قوّاته ستستأنف عملها بقوة حتى تحقيق هدف القضاء على حماس واستكمال الإفراج عن كل المحتجزين لدى الحركة.

وكان نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي، في اتصال هاتفي أخير بينهما، أنه في نهاية الهدنة "سنعود بكامل قوتنا لتحقيق أهدافنا: القضاء على حماس، والتأكّد من عدم عودة قطاع غزة إلى ما كان عليه، وبالطبع تحرير جميع الرهائن".

ويضيف أستاذ العلوم السياسية أن العامل الذي يرجّح تجدد الصراع هو إصرار القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل على أن تحصد نصرا في مواجهة حماس، رغم الضغوط الدولية والأميركية والرأي العام العالمي.

وأوضح السيد أن حماس لديها فرصة لاستمرار المواجهات بعد انتهاء الهدنة، لأنها كانت تقاوم بالفعل حتى بَدء سريان الهدنة، وصواريخها وصلت إلى تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، وقدرتها على مواصلة الحرب لم تنتهِ.

جرائم حرب في غزة

من ناحيته، لا يعوّل السفير محمد الشاذلي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الداخلية الأسبق، كثيرا على الهدنة، ويقول في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إنها أمر مطلوب لالتقاط الأنفاس، لكن بلا نتيجة منتظرة.

وتضمّن حديث الشاذلي النقاط التالية:

هناك جرائم حرب شنيعة جرى ارتكابها في غزة، ويجب ألا تمر دون محاكمة جنائية دولية لقادة إسرائيل.
حال تجاهل جرائم الحرب والمجازر بحق الفلسطينيين دون عقاب، لا مستقبل للسلام أو الاستقرار في المنطقة.
إسرائيل أقدمت على تدمير غزة بتحالف كامل مع واشنطن وحلف شمال الأطلسي، ودعم سياسي وعسكري.
الأزمة أكبر من الحلول والتحركات الفردية لأي دول أو قوى إقليمية.
دون جبهة عربية موحّدة، تجذب إليها فيما بعد دولا إفريقية وإسلامية، لن تجدي أي تحركات نفعا.

مكاسب الطرفين من الهدنة

يرى الدبلوماسي السابق مكاسب طرفي الصراع من الهدنة كالآتي:

بالنسبة إلى حماس، تعد فرصة لالتقاط الأنفاس وتضميد الجراح.
الهدنة تفضح إسرائيل وتدحض ادّعاءاتها بأن حماس منظمة شيطانية.
إسرائيل سبقت حماس في اعتقال نساء وأطفال.
إسرائيل لا ترى أن الهدنة في مصلحتها، وتصر على أن هدفها القضاء على حماس.
لا مجال لهدنة أو تهدئة أمام عقلية متطرفة لا تقبل إلا بالقضاء المبرم على الخصم.
لا تريد إسرائيل أن ترى أن قضاءها التام على حماس سيدفعها خلال سنوات لجولات جديدة من الصراع مع الفلسطينيين.