جنبلاط: لنخرج من دائرة معوض-فرنجية... لا أعتقد أننا سنصل الى حقيقة من فجّر المرفأ

وصف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الاتفاق  السعودي – الايراني بالحدث الكبير، وأمل في أن يترجم  هذا التقارب بتسوية في لبنان، تفضي إلى إنتخاب رئيس للجمهورية، قبل حزيران، وقال لا يمكن لفريق أن يملي مرشح تحدي على الآخر، مفضّلاً الرئيس التوافقي الذي يملك بعداً إقتصادياً .

جنبلاط الذي كان يتحدث في لقاء خاص مع " صوت لبنان " إعتبر  أن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب اللبناني لم تكن بين اللبنانيين، بل بين محاور سياسية كبرى اقليمية ودولية، ولكل محور أدوات ارتكبت تلك  الجرائم. أضاف: ظننا أن المحكمة الدولية تعطي نتيجة ولكن نتيجتها كانت محدودة. 

 وعن جريمة انفجار مرفأ  بيروت قال جنبلاط إن التحقيق جُمّد  نتيجة الخلاف اللبناني الداخلي، وهناك دول لا تريد كشف الحقيقة. وسأل: هل انفجار المرفأ كان نتيجة حريق صغير في مستودع للمفرقعات أم تم استهدافه بصاروخ؟ معتبراً أن "هنا يقع اللغط الكبير." ولفت الى أن في حال كان استهدافاً اسرائيلياً فالتحقيق سيُمنع،  ولفت الى أن مسؤول أمن المرفأ الذي يحمل الجنسية الأميركية هرّب وكأن المطلوب كان افتعال مشكل من أجل اخراجه من السجن وتهريبه.

ورأى أن الوصول الى التحقيق الدولي، ممنوع في إنفجار مرفأ بيروت، مؤكداً المطالبة منذ البداية بلجنة تقصي حقائق دولية ولكن الطلب ذهب سدًى، وأسف قائلا: لا أعتقد أننا سنصل الى حقيقة من فجّر المرفأ. 

وفي ذكرى 14 آذار، قال جنبلاط: إنتصر الشعب اللبناني في إجبار النظام السوري على سحب جيشه، مؤكداً أن علينا إعطاء الحق لهذا الشعب الجبّار، وأشار الى أن قادة 14 آذار لم يتمكنوا من وضع  برنامج  سياسي، وأن المجتمع الدولي عبارة عن مصالح كبرى. واعتبر أن بعد أربعين عاماً، دخل النظام السوري على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري وشهداء 14 آذار "وهذا ما قصدت به في العدالة الالهية." 

ولفت جنبلاط الى أن ملف اليمن سيحظى بالبند الأول من الإتفاق السعودي- الإيراني الذي رعته الصين، مضيفاً: عسى أن نستفيد من هذا التقارب السعودي- الإيراني وأن يترجم بتسوية في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية. 

ورأى أن السعودية اليوم دولة عملاقة ولكنها بحاجة الى محيط "مرتاح" من العراق وغيره، وأكد أن "تحالف الأقليات" عبارة يشمئز من سماعها ويفضل استخدام تحالف الدول والمصالح، معتبراً أن جزءاً من الصراع السني- الشيعي مفتعل. وسأل: هل داعش والقاعدة ظواهر خرجت من لا شيء؟ مشدداً على أن القاعدة وطالبان أنشأها الأميركيون لمحاربة الشيوعية عندما غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان وكانت ردة الفعل "طالبان والقاعدة". 

أضاف: أما بالنسبة الى داعش، فهي كذبة كبرى وكأن هناك من أراد تصوير السنة على أنهم إرهابيون، واعتبر أن مصالح دولية لم تكن تريد إنجاح الثورة السورية ولو تم تأييدها لكانت ستنجح، ولكن هناك من "خرّبها" في الخارج والداخل، حيث قام النظام السوري بإطلاق آلاف "الشبيحة" من السجون وحولها ثورة دموية فئوية طائفية. 

وعن زيارة الوفد العربي الى سوريا والمقاربة الجديدة، قال جنبلاط: لا بأس بذلك على أن تتضمن المقاربة مصير الشعب السوري في الداخل والخارج، مشيراً الى أن نصف الشعب السوري في الشتات كلبنان وتركيا، واعتبر أن الخطأ الكبير هو في عودة سوريا الى الجامعة العربية من دون تنفيذ الإصلاحات والضمانات الأساسية للشعب السوري. 
وقال جنبلاط: باق على الضفة إلى أن يتحقق طموح الشعب السوري في الحرية والكرامة والعيش الكري، وعن العلاقة بين المختارة والشام، أكد جنبلاط أنها لن تعود كما كانت في السابق، مشدداً على أنه متمسك بالمبادئ. 

وعن التسوية في النظام اللبناني، إستبعد جنبلاط تغييرًا في النظام ودعا الى التمسك بالطائف وتطويره، وتنفيذ البنود التي لم تنفذ فيه. أضاف: الفيدرالية تطبق في البلاد ذات النظام المركزي القوي كألمانيا والولايات المتحدة، ويجب تقوية البلد لا تفتيته، ورأى أن حزب الله يقبل باللامركزية الإدارية الموسعة.

وردا على سؤال أكد جنبلاط أن التسوية الكبرى السعودية- الإيرانية كانت مفاجأة للجميع ولا يمكن لفريق أن يملي مرشح تحدي على الآخر، مفضّلاً الرئيس التوافقي الذي يملك بعداً إقتصادياً، سائلاً: لماذا لا نرشح العنصر النسائي؟
 
وعن لائحة المرشحين التي طرحها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال جنبلاط: كنت قد طرحت ثلاثة أسماء وهم العماد جوزيف عون وجهاد أزعور وصلاح حنين، وفي اللائحة التي طرحتها مع الرئيس برّي كنت قد أضفت إسم المرشحة مي ريحاني. 

وعن ترشيح الأضداد كميشال معوض وسليمان فرنجية، شدد على ضرورة الخروج الى الدائرة الأوسع ففرنجية لم يرشح نفسه أما معوض فرشّح نفسه وحاولنا إحدى عشرة محاولة ولكن "كفى محاولات".  

ولفت جنبلاط الى أن "التوافق الإقليمي السعودي الإيراني حدث كبير يفوق طرحي وطرح الرئيس برّي والسيد حسن"، معتبرا ان للإتفاق أبعادا هائلة على الإقليم. 

وشدد على أن من شروط انتخاب رئيس جديد هو المحاسبة وبدء الإصلاح، ودعا للعودة الى المحاور الصغرى وهي أهم من المحاور الكبرى، وتترجم بالهيئة الناظمة في قطاع الكهرباء وإعادة هيكلة القطاع المصرفي الذي بتردده وانقسام المصالح بين المصارف عطّل كل شيء وهذا يهدد ما تبقّى من سيادة لبنانية. 

جنبلاط قال: لا أملك أي جواب عن موعد انتخاب رئيس للجمهورية وليكن الاتفاق حافزاً للكف عن التحليلات الكبرى ومحاولة تقريب وجهات النظر. أضاف: كفى حروب إلغاء من كل الجهات. 

وشدد على أن من الخطأ مقاطعة الحوار، معتبراً أن الحوار يسهم  في تسمية مشتركة لانتخاب رئيس للجمهورية، أي كسيناريو "دوحة 2" ولكن في لبنان وليس في أي مكان آخر.  

وعن مبادرة بكركي، شدد أن على بكركي أن تبقى وهي باقية فوق الصراعات. وأضاف: من الضروري التشاور مع الجميع من أجل الخروج من دوامة التعطيل. 

وأكد جنبلاط أنه لا يملك أي معلومات حول المحققين الأوروبيين والتحقيق في ملف حاكم مصرف لبنان وشقيقه، ولفت الى أنه ضد التمديد لحاكم مصرف لبنان، مضيفا: تفادياً للفوضى فلنتشاور وننتخب رئيساً قبل حزيران. 

وقال: هناك خطر على القطاع المصرفي إذا بقينا في هذه الدوامة، وعلى أصحاب المصارف أن يبادروا. أضاف: لوبي المصارف من خلال النواب كبير، وبداية الحل للوضع المالي تكون بانتخاب رئيس. 
وسأل: ليتم تشكيل لجنة من المجتمع المدني وليحاسبوني، وختم : أنا جاهز للمحاسبة.