"حرب الظل" بين إسرائيل وإيران وصلت إلى مرحلة جديدة وخطيرة.. مجلس الأمن القومي اتّخذ قرار الردّ على هجوم دمشق

أفاد تقريرٌ لوكالة بلومبرغ، بأن "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل وصلت إلى مرحلة جديدة وخطيرة، وذلك إثر الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق، والذي اتُهمت إسرائيل بالوقوف وراءه.

وقد هاجم الطرفان بعضهما البعض، بطريقة غير مباشرة، إذ استخدمت طهران وكلاءها في المنطقة لضرب إسرائيل، وهو ما قد يتصاعد أكثر مع استمرار حرب غزة.

وذكرت الوكالة أنّه "مع استمرار القتال بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، وانضمام الجماعات المسلّحة الأخرى المدعومة من إيران إلى المعركة، دخلت حرب الظل مرحلة جديدة خطيرة".

والاثنين، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأنّ غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى قنصلية البلاد في العاصمة السورية دمشق، أدّت إلى مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإسلامي، وآخرين.

وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إيرانية أنّ  طهران طالبت مجلس الأمن بإدانة الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها بدمشق.

وذكرت أنّ مجلس الأمن القومي اتّخذ القرارات المناسبة للردّ على الهجوم بعد اجتماع عُقد ليلة أمس.

حلقات الصراع والخطر النووي

في 15  الماضي، استخدمت إيران الصواريخ لمهاجمة ما قالت إنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق.

وقالت إيران إن هجومها في إقليم كردستان العراق كان ردّاً على ضربة جوية "إسرائيلية" في دمشق يوم 25 كانون الأول 2023 أدّت إلى مقتل قائد كبير بالحرس الثوري.

وشنت إيران هجمات متعدّدة على كردستان منذ أواخر عام 2022.

وتتهم إيران الجماعات الكردية الانفصالية في المنطقة، بالتعاون مع أجهزة أمنية أجنبية ضدّها.

واستخدمت إسرائيل في الماضي منشآت في شمال العراق لجمع معلومات استخباراتية عن إيران، وفقاً لتقارير متعدّدة.

وتعتبر إسرائيل قدرة إيران على صنع أسلحة نووية بمثابة تهديد لوجودها، ويُعتقد أنها تقف وراء حملة تخريبية ضد البرنامج النووي للبلاد.

ويقول زعماء إيران إنهم ليس لديهم أي طموح لصنع أسلحة نووية، بينما يشير إسرائيليون إلى أن وثائق حصل عليها عملاؤها من إيران في عام 2018 تؤكّد خلاف ذلك.

وقد أشار مسؤولون إسرائيليون مراراً إلى أنه إذا وصلت إيران إلى حافة القدرة على صنع أسلحة نووية، فإنها سوف تهاجم برنامجها النووي باستخدام القوة الجوية، كما فعلت في العراق في عام 1981 وفي سوريا في عام 2007.

جبهات الصراع الخارجية

يعد لبنان أقدم جبهة في المعركة بين إسرائيل وإيران، لكن الصراع الآن امتدّ لسوريا وحتى البحر الأحمر.

وندّد "حزب الله" بالغارة التي دمّرت مبنى القنصلية، مؤكّداً أنّ "هذه الجريمة لن تمرّ دون أن ينال العدو العقاب والانتقام".

الهجمات الانتقامية بالبحر

هناك جانب آخر من حرب الظل، وهو الهجمات الانتقامية على السفن التجارية في البحر، والتي بدأت في عام 2019.

في تموز 2021، قُتل أحد أفراد الطاقم البريطاني والروماني عندما ضربت طائرة بدون طيار سفينة تديرها إسرائيل في خليج عمان، وربطها مسؤولون أميركيون بإيران.

وشملت الأهداف السابقة الناقلات الإيرانية التي تحمل النفط المتجه إلى سوريا؛ وسفينة إيرانية قبالة سواحل اليمن كانت بمثابة قاعدة عائمة للحرس الثوري؛ وسفن الشحن التابعة للإسرائيليين أو المرتبطة بهم.

وفي تصعيد للهجمات في البحر، منذ 7 أكتوبر، حاول الحوثيون ضرب إسرائيل بالصواريخ والطائرات بدون طيّار وهاجموا بشكل متكرّر السفن في البحر الأحمر.

استهدافات داخلية

على الرغم من أن إيران استوعبت في الغالب الضربات الإسرائيلية على مصالحها في سوريا، إلا أن قواتها هناك أطلقت في عام 2018 وابلاً من الصواريخ باتجاه المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وهي هضبة سورية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

في المقابل، يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تقف وراء اغتيال خمسة علماء نوويين إيرانيين في طهران منذ عام 2010 وعدة هجمات على مواقع نووية داخل إيران.

ففي نيسان 2021، ألقت إيران باللوم على إسرائيل وتعهدت بالانتقام من انفجار في أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز، والذي قالت إنه تسبّب في أضرار كبيرة لأجهزة الطرد المركزي لديها.

كانت تلك المرّة الثانية خلال أقل من عام التي يتعرّض فيها الموقع لانفجار مشبوه.

ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن أي من الهجومين.

وفي منتصف شباط الماضي، قالت إيران إن إسرائيل كانت وراء هجوم على شبكتها لنقل الغاز أدى إلى انقطاع الإمدادات.

وقبل عام من ذلك، بعد تعرض مستودع ذخيرة إيراني بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد لهجوم بطائرة بدون طيار، ذكرت صحيفتان أميركيتان أن إسرائيل هي المسؤولة.

وفي عام 2021، قال جنرال إيراني إن إسرائيل كانت على الأرجح وراء هجوم إلكتروني أدّى إلى شل محطات الوقود في جميع أنحاء إيران.