حركة إنتعاش لافتة.. مطاعم الوسط تعود إلى الحياة وتنتظر "ضمانات" في محيط المجلس

توازياً مع عودة انتظام الحكم والدولة، واستعادة العلاقات العربية والخليجية بلبنان حرارتها، والآمال المعقودة على السياح العرب، وتحديداً الخليجيين منهم، يسارع أهل القطاع السياحي إلى اقتناص الفرصة وصناعة المبادرة، علهم بذلك يستعيدون الزخم والنمو الذي عايشوه، يوم كانت بيروت "مدينة عريقة للمستقبل".

ومع ذلك، من المبكر الحديث عن افتتاح شامل للوسط التجاري لبيروت، إذ لا تزال الشوارع والأزقة التاريخية المحيطة بساحة النجمة، فارغة ومقفرة، فيما المستثمرون منكفئون أو رافضون للعمل في المنطقة.

وعلى رغم الدعم المقدم من "سوليدير"، لا يزال الخوف من تكرار التجارب السابقة، يتحكم في المستثمرين ويمنعهم كما قال بعضهم من المغامرة، أو المقامرة بضخ ملايين الدولارات، على محال وأنشطة سياحية قد تتوقف كليا من دون سابق إنذار، مسببة خسائر جمة لهم، بسبب تظاهرة أو إشكالات ذات طابع سياسي أو أمني، تقفل المنطقة وجوارها.

250 مؤسسة مطعمية جديدة

الاستثمارات المطعمية لا تتركز كليا في وسط بيروت، بل تتوسع وتتمدد وإن بخفر، نحو جغرافيتها التاريخية داخل بيروت، وساحل المتن الشمالي وكسروان.

يكشف رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي لـ"النهار" أنه "منذ انتخاب الرئيس جوزف عون، تم افتتاح أكثر من 250 مؤسسة مطعمية جديدة في المناطق كافة"، لافتا الى أن "المستثمرين في المطاعم الجديدة من اللبنانيين، وغالبيتهم شباب ينتمون إلى قطاع الضيافة".

أما بالنسبة إلى المنطقة وسط بيروت، فيشير إلى أن ثمة أكثر من 120 مؤسسة مطعمية، بينها نحو 10 مطاعم جديدة في أسواق بيروت، مع الإشارة إلى أن المطاعم المحاذية لمجلس النواب لم تفتتح بعد. وقد تمنينا في النقابة تنظيم هذه المنطقة قبل إعادة فتحها، وهو ما دعت إليه الهيئات الاقتصادية، لكن القرار لم ينفذ حتى الآن، رغم وعود بتزويدنا المخططات اللازمة لتنظيمها بطريقة تضمن التنوع في المطاعم، لا أن تقتصر على المقاهي فقط، بل تكون متاحة لكل الطبقات الاجتماعية وخصوصا الوسطى منها.

إلى ذلك، يشير الرامي إلى أن "كل هذه الأمور متوقفة على ضمانات يحصل عليها المستثمرون أن الأوضاع لن تعود إلى سابق عهدها من الفوضى أو إقفال المنطقة لأي سبب كان".

بيد أن الفورة التي يشهدها القطاع المطعمي لا تعني أنها ظاهرة صحية، إذ يشير الرامي إلى أن "النقابة كانت قد حذرت أن من بين كل 10 مطاعم جديدة، يغلق 7، ويبقى فقط 3. فالاستثمار في القطاع يتطلب دراسة جدوى دقيقة، واحترافا مهنيا"، مشددا على أن "العمل في القطاع هو مهنة قائمة بذاتها، وليست هواية. ومع ذلك، ثمة استثمارات جديدة، ونرحب بالمنافسة، وخصوصا أننا نعيش في اقتصاد حر".

مطاعم الوسط والأسواق؟

يشهد قطاع المطاعم والمقاهي في أسواق بيروت حركة انتعاش لافتة، وقد تم تعزيزه بانضمام نحو 22 مطعما ومقهى جديدا، وفق ما قال المدير العام لأسواق بيروت أديب النقيب لـ"النهار"، وقد بدأ عدد كبير منها فعليا باستقبال الزبائن. وفي الأشهر القليلة المقبلة، تستعد مجموعة أخرى تضم 7 مطاعم ومقاهي جديدة لفتح أبوابها أيضا.

أما في ما يتعلق بالوسط التجاري عموما، فيكشف النقيب أنه "من المتوقع أن يفتتح ما بين 10 إلى 15 مطعما جديدا خلال الفترة المقبلة، باستثناء منطقة ساحة النجمة التي لم تتبين الأرقام النهائية فيها حتى الآن".

وضمن جهودها لإحياء وسط بيروت وتنشيط الحركة الاقتصادية فيه، أطلقت شركة "سوليدير" حزمة من التسهيلات والحوافز المخصصة لجذب المستثمرين والمطاعم والعلامات التجارية، ومن أبرزها: عقود إيجار مرنة وشروط ميسرة، ودعم خاص للعلامات التجارية الجديدة أو الفريدة، إضافة إلى تحسينات مستمرة في البنية التحتية والخدمات.