حريق المدرج الروماني في صور...مفتعل؟

استنكرت سفيرة اليونيسكو للنوايا الحسنة الدكتورة مها الخليل الشلبي في بيان، "الحريق الذي اندلع في موقع آثار البص في مدينة صور، أحد أبرز المواقع الأثرية في لبنان، وقد التهم جزءا كبيرا من القطع المخصصة لترميم المدرج الروماني الأكبر في العالم، والمدرج منذ عام 1984 على لائحة التراث العالمي".

ورأت أن "الحريق الذي اندلع في موقع آثار البص، مساء السبت الفائت، مؤلم جدا، وهو اعتداء سافر على ذاكرة لبنان الحضارية"، وقالت: "لا يمكن اعتبار ما حصل مجرد حادث عرضي، إنما يأتي في سياق سلسلة من الإهمال المتكرر، إن لم يكن مفتعلا يستهدف ضرب معالمنا الأثرية ومحو هويتنا الوطنية".

أضافت: "لقد تكررت الحرائق في هذا الموقع، وطالت أخيرا محمية صور الطبيعية، والتخريب في موقع الشواكير، وها هم المجرمون اليوم يطالون آثارا عريقة مكشوفة، في ظل غياب المساءلة والتقصير الفاضح من قبل المعنيين".

وتابعت: "من غير مقبول أن يبقى العذر الدائم أن عدد عمال التنظيفات في مواقع آثار صور غير متوافر، ففي ظرف طارىء يمكن الاستعانة بعمال مياومين للقيام بواجبهم تحت إشراف مسؤول الموقع".

وأردفت: "يجب أن تخصص الاعتمادات الضرورية، ضمن الموازنة العامة، لمديرية الآثار للقيام بأعمال الصيانة والحماية، لا سيما للمواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي، وبالأخص تلك التي وضعت أخيرا تحت الحماية القسرية لليونسكو".

وأشارت إلى أن "الآثار ليست حجارة صامتة، بل هي ثروة لبنان الأصيلة، تنهب تارة، وتحرق طورا، وتترك للإهمال والانحدار"، مطالبة بـ"فتح تحقيق فوري وشفاف في أسباب حريق المدرج الروماني، وبمحاسبة كل من يثبت تورطه، وبإجراءات عاجلة لحماية ما تبقى من مواقعنا الأثرية، وديعة أجيالنا المتعاقبة وأمانة للبشرية جمعاء".