حشد عسكري أميركي في المتوسط.. هل ينجرّ لبنان الى الحرب؟

 في ظل تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، أعلن الأسطول الخامس الأميركي اليوم أن المدمرة "يو.إس.إس كارني"، المزودة بصواريخ موجهة، وصلت إلى الشرق الأوسط، "للمساعدة في ضمان الأمن البحري والاستقرار بالمياه الإقليمية".

ومنذ أيام، كشفت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية، أن الولايات المتحدة وجهت فريق رد سريع مكوناً من 2000 جندي من مشاة البحرية إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط قبالة إسرائيل. 

وفي وقت سابق، وصلت حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" مع مجموعة هجومية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط تضم أيضا طراد صواريخ موجهة ومدمرات، وتسعة أسراب من الطائرات، وطاقما من هيئة الأركان. وشدد البيت الأبيض على أن انتشارها في المنطقة يجب أن يردع أطرافا ثالثة عن توسيع التصعيد في إسرائيل. فما اهداف ارسال حاملات الاطائرات والمدمرات الى المنطقة وهل نحن على ابواب حرب عالمية ثالثة، وهل يبقى لبنان بمنأى عما يحصل في المنطقة؟ 

النائب السابق والعميد المتقاعد وهبي قاطيشا يؤكد لـ"المركزية" ان "هدف هذا الحشد العسكري تقديم المعونة التقنية العسكرية التي قد تحتاجها اسرائيل في حربها ضد حماس. من المعروف ان منظمة حماس مصنّفة ارهابية وأنها أحد أذرع ايران العسكرية من أجل القضية الفلسطينية، لذلك جاءت  الحشود الاميركية العسكرية الى المنطقة في حال تمددت الحرب وشملت ايران والشرق الاوسط كي تكون جاهزة للمشاركة. ومن المحتمل أيضاً ان يكون هدفها مدّ تل أبيب بقضايا تقنية متطورة، لا تملكها اسرائيل في ما يتعلق بمسألة الرهان وغيرها وليس بخصوص العمليات العسكرية، وهدفها أيضاً ردع حصول أي تطور على مستوى المنطقة.  

ورداً على سؤال يعتبر قاطيشا ان "الولايات المتحدة الاميركية لم تنكفئ عن الشرق الاوسط كي تعود، فكل دول المنطقة تتعامل مع اميركا بالتجارة والسلاح وغيرها... ومن يظن ان الصين دخلت المملكة العربية السعودية وأدّت الى انكفاء الولايات المتحدة، هو مخطئ، إذ تكفي نظرة الى التبادل التجاري بين واشنطن والرياض والعكس أيضاً، كي تتظهر الحقيقة". 

هل ثمة خوف من تمدد الحرب الى المنطقة ومن بينها لبنان، يجيب: "المناوشات الجارية في جنوب لبنان هي أقصى ما يمكن أن يصل إليه الوضع على الساحة المحلية، فاسرائيل لا تريد خوض حرب في لبنان، كما ان حزب الله لن يتجرأ على المغامرة، لأنه يعلم ان الثمن سيكون غالياً جداً، ولذلك يقوم بهذه المناوشات كرفع عتب تجاه حلفائه وفي الوقت نفسه لا يؤذي اسرائيل، فالضربات التي تحصل جنوباً لم توجع الاسرائيلي. والبيانات التي تصدر عن حزب الله عن أنه قتل ودمر، لا أصدّقها لأن هدفها الاعلان والدعاية. عندما لا يكون هناك مؤسسة رسمية تعلن عما يحصل، لا يمكن تصديق أي كلام. لذلك، في جنوب لبنان سيبقى السقف على حاله ولن تتطور الأمور ، كما ان ايران ليست في وارد استعمال ذراعها العسكري "الثاني" اي حزب الله، لأنها ستخسره، ما سيؤدي تالياً الى ضعفها. ايران تملك ورقة لن تصرفها مجاناً". 

أما عن التحذيرات التي تطلقها السفارات لمواطنيها بتجنب لبنان، فيعتبر قاطيشا أنها "أمور طبيعية. فالدول تحسب ألف حساب وتخاف من تطور الأحداث وعندها لا ينفع الندم. لأن الاحداث يحركها أشخاص لا يخضعون لأي مؤسسة دولتية او رسمية وقد تتفلت الامور الى ما لا تحمد عقباه، لذلك تفضّل ان تطلب من مواطنيها المغادرة".