حكومة الأقطاب مخرج !..لا تنسف المبادرات ولن يسمح لها ان تبصر النور

لا تكاد تطرح مبادرة لتشكيل الحكومة حتى تبرز مبادرة جديدة أو طرح أو وساطة. سموها ما شئتم لأن النتيجة واحدة: لا حكومة في الأفق القريب وربما إلى نهاية العهد ولا شيء يوحي بتصفية النوايا بين بعبدا وبيت الوسط والأصح بين سعد الحريري وجبران باسيل. وبالتالي كل المبادرات هي مجرد تمرير للوقت الضائع وإغراق البلد في أزمات جديدة وكأن المسؤولين في وادٍ ومأساة اللبنانيين الحياتية والإقتصادية والمالية والسياسية في وادٍ آخر.

على قاعدة مكانك راوح جاء طرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بتشكيل حكومة أقطاب على غرار الحكومة الرباعية في عهد الرئيس فؤاد شهاب، اي حكومة سياسية. مثل هذه الخطوة تنهي مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون القائمة على حكومة مهمة من اختصاصيين غيرحزبيين وكذلك مبادرة بري القائمة على تشكيل حكومة من 24 وزيرا من دون ثلث معطل. فهل تستهدف مطالبة الراعي من بعبدا بحكومة اقطاب مبادرة بري المنسّقة مع مبادرة ماكرون، وهل يقبل الرئيس المكلف بالتنازل بعد التسهيلات التي قدمها، بحسب أوساطه؟

النائب في كتلة المستقبل محمد الحجار أكد عبر "المركزية" أن الرئيس المكلف سعد الحريري "بذل كل الجهود اللازمة للوصول إلى تفاهم في موضوع الحكومة والكل يعلم ذلك. وعندما طرح الرئيس بري مبادرته لم يوفر الحريري تضحياته وقد لمس بري ذلك حتى أنه قال حرفيا"إن ما قدمه الحريري كان ممتازا"، هذا التقييم يسري على حزب الله كما تنامى إلينا خصوصا أن توزيع التشكيلة على الطوائف والمذاهب ينسجم مع مطالب الرئيس ميشال عون فيما خصّ عدد الوزراء الذين سيكونون من حصته .. لكن المبادرة توقفت عند النائب جبران باسيل الذي ما زلنا ننتظر ردّه". هل يستجيب باسيل للمبادرة وتخرج التشكيلة الحكومية من قمقم العقدة العالقة بين بعبدا وبيت الوسط وتطرح بارقة أمل لوقف الإنهيار الحاصل في البلد"؟ الجواب متوقف عند رد باسيل" يقول الحجار.

أوساط سياسية معارضة اعتبرت أن لرئيس الحكومة الحق في ممارسة صلاحياته وتسمية الوزراء من كل الطوائف، فلماذا يتنكر جبران باسيل اليوم لهذا الحق ولماذا الإصرار على أن يسمي الرئيس عون الوزراء المسيحيين ويمنع على الحريري أن يسمي إلا وزراء الطائفة السنية؟

الأوساط اعتبرت أن المحرك والمقرر في الجمهورية اللبنانية هو جبران باسيل الذي يستخدم الرئاسة مطية لتنفيذ أجندته لناحية العقوبات الأميركية المفروضة عليه كما بالنسبة إلى الإنتخابات الرئاسية، وعليه فإن أية مبادرة ستبقى الحكومة في موقع "مكانك راوح" ولن يكون هناك أي تجاوب لا مع مبادرة ماكرون ولا بري ولا حكومة الأقطاب التي دفنت في مهدها".

البعض اعتبر أن خطوة الراعي تناقض مواقفه السابقة واصراره على حكومة اختصاصيين غير حزبيين وفق المبادرة الفرنسية، فهل تراجع الر اعي عن ثوابت مبادرته؟ النائب فريد هيكل الخازن، اعتبر "أن المبادرة الفرنسية أتت كبداية مشروع حل لإنقاذ لبنان والهدف من حكومة المهمة إجراء الإصلاحات ووقف تيار الفساد إضافة إلى رسم خارطة طريق لوضع المدماك الأساسي لإعادة بناء الإقتصاد. من هنا فإن طرح الراعي لحكومة أقطاب قد يتميز عن المبادرة الفرنسية لكنه يخدم الهدف نفسه".

الخازن أكد عبر "المركزية" "أن طرح الراعي لم يأت لنسف مبادرة الرئيس بري أو المبادرة الفرنسية إنما هو مكمّل لهاتين المبادرتين طالما أنه يحمل في مضمونه عنوان حكومة مهمة وإقرار الإصلاحات المطلوبة والأهم أنه جاء كمخرج لإنقاذ الوضع الذي وصل إلى مرحلة الإنحلال".

هل سيجد طرح الراعي تجاوبا لدى الأقطاب خصوصا أن العقدة الأساسية باتت واضحة وهي عدم إمكانية التلاقي بين باسيل والحريري؟ يجيب الخازن: "من الثابت أن هناك صعوبة في تشكيل حكومة أقطاب لأن أصحاب القرار يعيشون في كوكب آخر. فإذا كان الإعتراض على حكومة إختصاصيين فليتفضل من خربوا ودمروا إقتصاد الوطن ويصلحوا ما خربوه من خلال تشكيل حكومة أقطاب. ويختم الخازن "نحن أمام مرحلة مفصلية وحكومة وعلى المسؤولين أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية ويذهبوا إلى تشكيل حكومة قبل أن يطير البلد ومعه الكيان".